خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، متحدثًا عن أهدافه وأحلامه، في قطاع غزة، قائلًا إن إسرائيل تسعى للسيطرة العسكرية على القطاع كسيطرتها على الضفة الغربية المُحتلة، وبالتالي ستتواصل العملية العسكرية البرية في القطاع، حتى تضمن إسرائيل "عدم وجود تهديد منه".
في تصريحه كشف "نتنياهو"، عن أنه يسعى لتحويل قطاع غزة إلى منطقة لا تشكل أي تهديد، كالضفة الغربية، التي يمارس فيها الاحتلال كل جرائمه، ويعتقل ويأسر أهلها، دون ردٍ يُذكر.
الهدف المُعلن لحرب إسرائيل على غزة هو القضاء على حركة حماس، التي شنت عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل، لكن ماذا فعلت قواتهم في الضفة الغربية "المسالمة"، منذ ذلك اليوم وحتى الآن؟
تزامنًا مع عملية "السيوف الحديدية"، التي أطلقها الاحتلال في قطاع غزة، بدأ اعتداءاته في الضفة الغربية، ليرتفع عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر، إلى 184 شهيدًا، وأكثر من 2500 مصاب.
ولا تقتصر الاعتداءات على الفلسطينيين في الضفة الغربية، على الجيش فقط، وإنما تصل إلى المستوطنين، الذين يحملون السلاح، ويطردون الفلسطينيين من بيوتهم عنوة، ولعل أشرهم "يعقوب"، صاحب مقولة: "إذا لم آخذه أنا سيأخذه غيري".
ووثقت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غير الحكومية، 4 حالات اعتداءات للمستوطنين، على بلدة جماعين جنوب غرب مدينة نابلس، أمس، وأصيبت سيدتان (67 و66 عامًا)، وشاب أصيب نتيجة سقوطه من مرتفع.
وفي ملف الأسرى، أعلن نادي الأسير وهيئة الأسرى، أن عدد الأسرى منذ عملية طوفان الأقصى، وصل إلى 2425 حالة، بينهم أطفال، ورافق عملية الاعتقالات حملة قمع واسعة واعتداءات بالضرب بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب تدمير منازلهم.
أمريكا
ورغم مطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، لإسرائيل، في أكتوبر الماضي، بتهدئة التوترات في الضفة الغربية، حتى "لا تصب الزيت على نار الأزمة"، لم تتوقف الاعتداءات.
وأعرب بايدن في اتصال مع نتنياهو، عن أن الوضع في الضفة يجب أن يهدأ لمنع انفجار آخر، من شأنه أن يفاقم الأوضاع، مبديًا قلقه من العدد الكبير للقتلى فيها، وطلب بايدن من رئيس الوزراء الفلسطيني، عدم الاعتداء على الفلسطينيين.
تاريخ معاناة الضفة الغربية
احتلت إسرائيل الضفة الغربية عام 1967، ورغم انسحابها من قطاع غزة عام 2005، أبقت على قواتها العسكرية في مدن وقرى الضفة، بل وزادت من عمليات الاستيطان، ولم تتمكن السلطة الفلسطينية التي تتمتع بعلاقات دبلوماسية وأمنية توصف بالجيدة مع إسرائيل، من إنهاء وجود إسرائيل العسكري في الضفة وتجميد ملف الاستيطان.
ورغم أن قرارات الأمم المتحدة ترفض الوجود الإسرائيلي في الضفة وتصفه بالاحتلال، يتزايد نشاط المستوطنات فيها، وبلغ عدد السكان القاطنين في تلك المستوطنات، 14% من إجمالي سكان الضفة الغربية، بحسب "بي بي سي"، يعيشون في نحو 300 مستوطنة وبؤرة استيطانية، تتوسع يوميًا.
وتعد المستوطنات أمرًا مخالفا للقانون الدولي، حسب قرارات الأمم المتحدة، واتفاقيات جنيف، وتمثل انتهاكًا للسيادة الوطنية للشعب الفلسطيني، كما تعتبرها محكمة العدل الدولية، غير قانونية.
وتقدر مساحة الضفة الغربية المحتلة، بعد اتفاقية أوسلو بـ 5860 كيلومترًا، ولكن بوجود المستوطنات والجدار العازل تقلصت مساحتها بنحو 50% وفق أرقام وكالة الأنباء الفلسطينية، وعزل الجدار 13 تجمعًا سكانيًا يقطنه 11700 فلسطيني، تنحصر حركتهم في المنطقة ما بين الخط الأخضر (حدود 67) والجدار.
هجمات المستوطنين
ندد مسؤول السياسة الخارجية، في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بالهجمات التي يقوم بها مستوطنون إسرائيليون ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وعبر عن "قلقه العميق"، من هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
ما سبق يؤكد أن العدوان الإسرائيلي، لا يهدف قط لخلق السلام، ولكن يهدف لنزع السلاح من قطاع غزة، لتصبح "أرضًا خصبة"، يمارسون فيها اعتداءاتهم المتكررة، دون مقاومة تُذكر.