قام العلماء الآن بحشر مجموعة ضخمة من أجهزة الاستشعار الصغيرة في شريحة لا تزيد مساحتها عن ظفر الإصبع، لقراءة هذا المزيج المعقد من الإشارات الكهربائية، من أجل التنبؤ بالأصوات التي يحاول الشخص إصدارها.
وفي أمل جديد للأشخاص غير القادرين على الكلام بسبب حالات عصبية يفتح "الكلام الاصطناعي" الباب مستقبلًا أمام التواصل من خلال الفكر، إذ تكتشف المستشعرات العضلات التي نريد تحريكها في الشفاه واللسان والفك والحنجرة، بحسب سبوتنيك.
يقول جريجوري كوجان، المؤلف المشارك وعالم الأعصاب من جامعة ديوك: "هناك العديد من المرضى الذين يعانون اضطرابات حركية منهكة، مثل التصلب الجانبي الضموري أو المتلازمة المنغلقة، التي يمكن أن تضعف قدرتهم على التحدث".
وقال جوناثان فيفينتي، المؤلف المشارك ومهندس الطب الحيوي في جامعة ديوك: "نحن في مرحلة لا يزال فيها الكلام أبطأ بكثير من الكلام الطبيعي، ولكن يمكنك رؤية المسار الذي قد تتمكن من الوصول إليه".
وقام الباحثون ببناء مجموعة الأقطاب الكهربائية الخاصة بهم على بلاستيك مرن فائق النحافة من الدرجة الطبية، مع أقطاب كهربائية متباعدة بعضها عن بعض بأقل من 2 مم، والتي يمكنها اكتشاف إشارات محددة حتى من الخلايا العصبية القريبة جدًا بعضها من بعض.
تمكن الفريق من تسجيل النشاط في القشرة الحركية للكلام في الدماغ التي ترسل إشارات إلى عضلات الكلام بينما كان المرضى يكررون 52 كلمة لا معنى لها.
استخدم مهندس الطب الحيوي في جامعة ديوك، سوسندراكومار دورايفيل، خوارزمية التعلم الآلي لتقييم المعلومات المسجلة لتحديد مدى قدرة نشاط الدماغ على التنبؤ بالكلام المستقبلي، بحسب دراسة علمية نُشرت في مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
وتم التنبؤ ببعض الأصوات بدقة تصل إلى 84%، وبشكل عام كان معدل دقة وحدة فك التشفير يبلغ 40 في المئة.
يقول كوجان: "نحن نعمل الآن على تطوير النوع نفسه من أجهزة التسجيل لكن دون أي أسلاك.. ستكون قادرًا على التحرك، ولن تضطر إلى أن تكون مقيدًا بمأخذ كهربائي، وهو أمر مثير حقًا".