الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

قمة قادة إفريقيا والولايات المتحدة.. أهداف واشنطن وآمال القارة السمراء

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكى جو بايدن

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المقرر أن تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن "قمة قادة إفريقيا والولايات المتحدة" في الفترة من 13 إلى 15 ديسمبر.

وفق ما ذكرته وزارة الخارجية الأمريكية، على موقعها الإلكتروني في شهر أكتوبر الماضي، تظهر القمة التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه إفريقيا، وتؤكد على أهمية العلاقات الأمريكية-الإفريقية وزيادة التعاون بشأن الأولويات الدولية المشتركة.

ما هي ركائز القمة؟

وتهدف القمة بحسب الخارجية الأمريكية، إلى دفع الأولويات المشتركة وتعزيز العلاقات الأقوى بين الولايات المتحدة وإفريقيا، كما ستوفر القمة فرصة لتعزيز تركيز الإدارة الأمريكية على التجارة والاستثمار في إفريقيا، وتسليط الضوء على التزام أمريكا بأمن إفريقيا، وتطورها الديمقراطي، وشعوبها، وكذلك التأكيد على عمق واتساع التزام الولايات المتحدة تجاه القارة الإفريقية.

كما ستركز القمة على تسع ركائز أساسية، وهي المشاركة الاقتصادية، والسلام، والأمن والحكم، والديمقراطية، وحقوق الإنسان والحكم، والصحة العالمية، والأمن الغذائي، وتغير المناخ، وإشراك المغتربين، والتعليم والقيادة الشبابية، وإعلاء الأصوات الإفريقية في المحافل الدولية

ومن المتوقع أن تجمع القمة الحكومات الإفريقية والمجتمع المدني ومجتمعات الشتات من مختلف أنحاء الولايات المتحدة والقطاع الخاص للسعي إلى تحقيق رؤية مشتركة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا. وقد وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن دعوة إلى 49 من القادة الأفارقة لحضور القمة، فيما أكد 45 رئيس دولة وحكومة إفريقية حضورهم القمة.

وأكدت دانا بانكس، المساعد الخاص للرئيس الأمريكي وكبير مستشاري مجلس الأمن القومي لقمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا، أن أجندة القمة المقبلة ستعمل على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا وإبراز التزام واشنطن تجاه القارة الإفريقية.

وأضافت "بانكس" أن بايدن يتطلع إلى استضافة قادة من جميع أنحاء القارة الإفريقية، وستكون القمة، وهي ثاني حدث من نوعه، وهي أكبر لقاء أمريكي إفريقي في واشنطن العاصمة، منذ أن استضاف الرئيس السابق باراك أوباما القادة الأفارقة في عام 2014.

وأشارت دانا بانكس، إلى أن القمة تهدف إلى إعلاء الأصوات الإفريقية لمواجهة التحديات العالمية بشكل تعاوني، والاعتراف بالقارة كلاعب عالمي وكيف ستشكل، ليس فقط مستقبل القارة، ولكن أيضًا العالم، كما يعتمد على اتساع وعمق الشراكة الأمريكية مع الشركاء الأفارقة على الحوار والاحترام والقيم المشتركة.

سباق دولي على التقارب مع إفريقيا

ووفقا للمراقبين، تعد قمة قادة الولايات المتحدة وإفريقيا، واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي جو بايدن هذا العام. حيث تعتبر الفرصة الأولى لإدارته لإظهار رؤيتها بالنسبة لمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا، وسط التوتر الجيوسياسي المتزايد مع روسيا والصين، والجهود المبذولة لإعادة العلاقات بين الولايات المتحدة وإفريقيا بعد رئاسة دونالد ترامب.

وحسب صحيفة" ذا هيل" الأمريكية، تكتسب القمة أهمية كبيرة للإدارة الأمريكية، التي تسعى لتعزيز الشراكة مع إفريقيا، التي تسعى الصين وروسيا والهند والاتحاد الأوروبي ودول خليجية، إلى التقارب منها.

ووفق المراقبين، فإن القمة ستستغل فرصة انشغال روسيا بحربها الأوكرانية ما يعني أن موسكو ربما لن تتمكن من استضافة نسختها المماثلة من الحدث هذه المرة، إذتنظر الولايات المتحدة وروسيا إلى بعضهما على أنهما متنافستان في مقاربتهما لإفريقيا، وقد أعطت الحرب في أوكرانيا المجال للأولى.

وتأتي القمة بحسب موقع "أوول أفريكا" في مرحلة حاسمة في العلاقات الأمريكية الإفريقية حيث تسعى "القارة السمراء" إلى التعافي من جائحة فيروس كورونا العالمي وتواجه ضغوطا اقتصادية وسياسية جديدة وسط الحرب الروسية الأوكرانية.

وقد عملت الولايات المتحدة بالفعل على تحقيق التقارب من إفريقيا، إذ قادت الجهود المبذولة لدفع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لفتح أدوات مالية للسماح للدول الإفريقية التي تعاني من ضائقة الديون بتأجيل سداد مدفوعاتها بموجب مبادرة تعليق مدفوعات خدمة الديون.

ومع ذلك، لم تشهد التجارة والمعونة والاستثمار ارتفاعا، حيث حافظت المساعدات الأمريكية لدول القارة السمراء على معدل ثابت عند حوالي 13 مليار دولار سنويا، في حين تراجعت الصادرات الأمريكية إلى إفريقيا على مدار العقد الماضي، وانخفضت الواردات بسبب التغيرات في نمط تجارة النفط الأمريكية.

وفي عهد بايدن، بلغت صادرات السلع الأمريكية إلى القارة 26.7 مليار دولار في عام 2021، بانخفاض 30٪ من أعلى مستوى بلغ 38.1 مليار دولار في عام 2014، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية. مع استمرار الولايات المتحدة فى ضخ النفط الصخري في سعيها المستمر منذ عقد من الزمن لتحقيق "أمن الطاقة"، تضاءلت واردات النفط الخام من القارة بنسبة 26٪.