يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من شهر، ومعه تتداعى كافة سبل الفلسطينيين الناجين للحفاظ على حياتهم، في ظل نقص الإمدادات الطبية واستهداف القوافل الإغاثية، ما أجبر الأطباء على إجراء عمليات بتر بعضها لأطفال، وأخرى قيصرية دون تخدير. ما استدعى إطلاق الصحة الفلسطينية تحذيرًا أخيرًا.
18 مستشفى فقط تعمل
أفاد تقرير أوردته وزارة الصحة الفلسطينية، يوم الأربعاء، بتوقف 18 مستشفى من أصل 35 مستشفى عن العمل، ما يعادل الثلث، جراء تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة، في ظل استمرار الحصار ونفاد الإمدادات شيئًا فشيئا، كما تم إغلاق 71% من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة بسبب القصف أو نقص الوقود.
أشار التقرير إلى أن المستشفيات العاملة محدودة بما يمكنها تقديمه، فيما تغلق الأقسام تدريجيًا، ومن بينها مجمع الشفاء الطبي الذي اضطر إلى إخلاء 6 غرف عمليات بسبب عدم كفاية الإمدادات بما في ذلك الوقود.
وكشف تقرير وزارة الصحة عن استمرار إجراء العمليات الجراحية بدون تخدير، للمرضى والجرحى، في ظل نقص الإمدادات الطبية، ومن بينها "عمليات بتر للأطفال وعمليات ولادة قيصرية للنساء".
300 اعتداء صحي
وحتى أحدث رصد سُجل ما يزيد على 300 اعتداء صحي شنه العدوان الإسرائيلي على المنشآت الصحية والكوادر الطبية وسيارات الإسعاف، منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر، سقط على أثره 193 شهيدًا من الكوادر الطبية، وما يزيد على 120 جريحًا.
وقصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، قافلة طبية وهي في طريقها لمستشفى القدس غربي القطاع، الذي يأوي نحو 14 ألف نازح بداخله، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وتجدد القصف، الأربعاء، بمحيط مستشفى النصر للأطفال، بعد أن استهدف العدوان تجمعًا ضم مئات النازحين أمام البوابة الخاصة بها، السبت الماضي، ما أسفر عن سقوط عشرات الشهداء والمصابين، وذلك بعد ساعات من قصف المدخل الرئيسي لمستشفى الشفاء في غزة، بعد يوم من استهداف مولد الكهرباء الرئيسي بذات المستشفى.
النظام الصحي يتداعى
ويتداعى النظام الصحي في ظل نقص حاد في وحدات الدم، والإمدادات الطبية الأساسية، مع تزايد أعداد الضحايا بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي، حيث يعادل الاستهلاك اليومي من المستهلكات الطبية خلال العدوان الاستهلاك الشهري للمستشفيات قبل ذلك.
ويوجد ما لا يقل عن 1000 حالة فشل كلوي، وأكثر من 2000 مريض بالسرطان و130 طفلًا حديث الولادة في الحضانات، بحسب أحدث تقرير لوزارة الصحة.
وفي ظل الحصار المفروض على غزة، لا يتمكن نحو 95 مريضًا يوميًا من الوصول إلى الرعاية الصحية المتخصصة التي يتلقونها عادة خارج القطاع، فيما يتواجد نحو 80% من أجهزة غسيل الكلى في مستشفيات غزة.
الضحايا في تزايد
وتجاوزت أعداد الجرحى في قطاع غزة، نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، منذ 7 أكتوبر الماضي، أكثر من 26 ألف شخص، فيما ارتقى 10515 شهيدًا، بحسب أحدث إحصاء لوزارة الصحة الفلسطينية.
تحذير أخير
وأطلقت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، التحذير الأخير من انهيار المنظومة الصحية بالكامل في قطاع غزة، وذلك عقب استهداف طائرات الاحتلال الخلايا الشمسية التي كانت تزود مشافي القطاع القليل من الكهرباء إلى جانب عدم كفاية المستلزمات الطبية والصحية التي تدخل أمام الاحتياجات المهولة لمراكز الرعاية الصحية والمشافي في غزة.
وعدّت الكيلة أن الكوادر الطبية تدفع ثمنًا غاليًا لتواجدها على رأس عملها، بينما أنهكت بالكامل جراء أعداد الإصابات المتلاحقة والتي تجاوزت 25 ألف جريح، بحسب إذاعة صوت فلسطين.
وأشارت وزيرة الصحة إلى أعداد من الأطباء الذين يعملون في الصليب الأحمر الدولي، وآخرين في قطاعات مختلفة ما تزال إسرائيل ترفض السماح لهم بالدخول للقطاع لمساندة الأطباء في مستشفيات غزة، وطالبت المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى جانب منظمات الأمم المتحدة بالتدخل العاجل لإدخال المساعدات الإغاثية والطبية وفتح ممرات إنسانية.