الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صعوبة المعارك والضغوط الأمريكية.. هل ينتهي العدوان الإسرائيلي على غزة قريبا؟

  • مشاركة :
post-title
آثار القصف على غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثارت تقارير إسرائيلية تكهنات بأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي دخل يومه الـ33 قد ينتهي في الأيام المقبلة، بسبب ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية بشأن هدنة ومحاولات التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وكشفت التقارير، أن صورة المعارك في قطاع غزة أكثر تعقيدًا من تلك التي يحاول بنيامين نتنياهو، تصديرها على أنها تُحقق نجاحًا هائلًا، مشيرة إلى أن حجم الأنفاق وتعقيداتها أكبر مما عرفته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

ووفقًا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ناحوم برنياع، فإن "الأيام المقبلة قد تكون المرحلة الأخيرة، الحاسمة، في الجهدين: الحرب على غزة والمحاولة الأمريكية - القطرية للتوصل إلى صفقة أسرى. وبعد هذه الفترة، ثمة شك إذا ستتمكن إسرائيل من الصمود أمام الضغط الأمريكي بشأن وقف إطلاق نار، خاصة إذا كانت صفقة أسرى موضوعة على الطاولة. الساعة تدق".

وأشار "برنياع" إلى أن "تجارب الماضي في غزة وكذلك في لبنان تدل على عدم وجود احتمال مرتفع لاستئناف الاجتياح البري بعد اتفاق وقف إطلاق نار. فالطلاب في إسرائيل سيعودون إلى المدارس، والسكان سيعودون إلى العمل، وستبدأ إعادة إعمار البلدات، والعالم يتوقع أجندة أخرى، وجنود الاحتياط يريدون العودة إلى بيوتهم وعائلاتهم وأعمالهم. وجيش الاحتلال الإسرائيلي سيبقى في غزة ويستمر بالعمل، لكن ليس بحجم القوات الحالي".

وبحسب برنياع، فإن "أصوات الناخبين التي يفقدها بايدن في أمريكا تفاقم احتياجه إلى وقف إطلاق نار قريب في غزة". وأشار إلى أنه "عندما يتحدث نتنياهو وآخرون عن حرب متواصلة فإنهم يقصدون، على ما يبدو، ليس الحرب التي دارت في الشهر الأخير، وإنما حربًا من نوع آخر؛ اغتيالات، اقتحامات موضعية، عمليات أمنية جارية ومتواصلة".

المعارك في غزة أكثر تعقيدًا

وما يعزز التكهنات الإسرائيلية بوقف العدوان على غزة قريبًا، أن جيش الاحتلال يواجه صعوبات كبيرة في مواجهة المقاومة بالقطاع المحاصر، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وقالت الصحيفة من خلال مقال تحليلي نشره المحلل العسكري عاموس هرئيل، إن صورة المعارك في قطاع غزة أكثر تعقيدًا من تلك التي يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تصديرها على أنها تحقق "نجاحًا هائلًا"، مشيرة إلى أنّ حجم الأنفاق وتعقيداتها أكبر مما عرفته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.

وجاء في المقال، الذي اعتمد هرئيل في جزء منه، على معلومات حصل عليها من قيادات في جيش الاحتلال، أنّ جزءًا من النجاحات التي تتحدث عنها إسرائيل قد تكون ناجمة عن محاولات حركة حماس الاحتفاظ بقوتها للمراحل المقبلة من الحرب.

وأوضح الكاتب أن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل حول أنفاق حماس في غزة لا تعكس حجمها الحقيقي ومدى تطورها ولا تعقيداتها، ولا تقترب من حجم هذا المشروع على أرض الواقع.

ويرى هرئيل أنّ جزءًا أساسيًا من تحقيق النجاح يعتمد على مسألة الأنفاق، "فقد أصبح يتضح تدريجيًا لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن كل ما عرفته الاستخبارات الإسرائيلية عن منظومة الأنفاق الدفاعية التي حفرتها حماس لا يقترب من حجم هذا المشروع وتعقيداته، الذي ربما يكون الأكبر من نوعه في العالم. وبحسب مسؤولين استخباراتيين في الغرب وفي إسرائيل، فإن قيادة التنظيم والجناح العسكري قاما ببناء قدرات تتيح البقاء في الأنفاق لعدة أشهر".

في المقابل، أشار الكاتب إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، بأنّ "إسرائيل طوّرت قدرات تكنولوجية جديدة من أجل تدمير الأنفاق".

ونقل هرئيل عن ضباط في الجيش الإسرائيلي، يقودون المعركة في غزة، وعن مسؤولين آخرين ممن يديرونها في هيئة الأركان، أنّ صورة الحرب أكثر تعقيدًا مما يتم تصويره.

ويرى المحلل العسكرى الإسرائيلي، أن حقيقة رفض الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة أي مفاوضات فعلية بشأن إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين، تشير أيضًا إلى أنّ قيادتها لا ترى حاليًا أنّ الوضع حرج.

ولفت الكاتب إلى أن طول مدة الحرب بهذا الحجم من القوات قد لا يستمر طويلًا، وأن الولايات المتحدة التي تدعم العملية الإسرائيلية لهزيمة حماس، تضغط في المقابل من أجل هدنات إنسانية أطول، وترسل إشارات إلى أنه في المستقبل القريب ستكون هناك حاجة لدراسة تغيير شكل القتال.