قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنّ مصر وجنوب السودان تجمعهما روابط أزلية وتاريخ ممتد دعمت خلاله القاهرة تطلعات شعب جنوب السودان نحو مستقبل أفضل، إيمانًا بحقه في تحقيق آماله وتلبية طموحاته المشروعة.
وأضاف المستشار أحمد فهمي، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، اليوم الإثنين، أنّ الرئيس السيسي أجرى مع نظيره الجنوب سوداني سيلفا كير، مباحثات ثنائية معمقة ومثمرة، عكست توافر الإرادة السياسية للبلدين، نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين في مختلف المجالات.
وأكد "السيسي" أنه رغم التحديات الاقتصادية الدولية، إلا أنّ مصر لن تدخر جهدًا نحو الوقوف بجانب جمهورية جنوب السودان وشعبها الشقيق، لا سيما في مجال بناء القدرات وتقديم الخبرات الفنية في مختلف المجالات.
وأوضح "السيسي" خلال المباحثات دعم مصر الكامل لجهود الرئيس سيلفا كير وجميع الأطراف الجنوب سودانية، من أجل تحقيق السلام في البلاد، وفي هذا الصدد، أشاد الرئيس المصري بالجهود المبذولة من قبل الأطراف السياسية في جنوب السودان للمضي قدمًا في تنفيذ الاستحقاق الانتخابي، ودعمنا الكامل لجهود الحكومة لتلبية تطلعات شعب جنوب السودان نحو السلام والاستقرار والتنمية.
وذكر الرئيس المصري أنه بحث اليوم أيضًا سبل تعزيز وتطوير التنسيق السياسي والعسكري والأمني المشترك، خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة والتوافق على تنسيق الجهود بما يحقق أمن واستقرار المنطقة والحافظ على مصالح الشعبين.
وفي إطار من الحوار المتواصل والبنّاء، حول الأزمة السودانية وتداعياتها على المنطقة، خصوصًا دول الجوار المباشر وفي مقدمتها مصر وجنوب السودان، أكد الرئيس أنه اتفق مع نظيره الجنوب سوداني على تكثيف الجهود والاتصالات بين البلدين وبين الأطراف المعنية داخل السودان، من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة وتجنيب الشعب السوداني المزيد من الدمار والتشتيت، كما اتفقا على دعوة مختلف الأطراف السودانية لتغليب المصالح القومية العليا للسودان على أي مصالح فردية أو تدخلات خارجية من شأنها تعميق المشكلة، أو زيادة حدة معاناة الأشقاء السودانيين وإطالة أمد الأزمة.
وتابع: "أنّ دور مصر وجنوب السودان محوري في الأزمة السودانية، مع ضرورة عدم إغفال ذلك في أي مبادرات أو مساعي مطروحة لتسوية الأزمة، لا سيما وأنّ الدولتين هما الأكثر فهمًا لطبيعة الأزمة وتشابكاتها القبلية، وأكدنا كذلك محورية مسار دول الجوار ونتائج اجتماعاته في تسوية الأزمة".
وتناولت المباحثات أيضًا تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة، لتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكد "السيسي" رؤية مصر المستندة إلى أن نهر النيل يجب أن يكون مصدرًا للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل، كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية سد النهضة ومسار المفاوضات الجارية، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.
وفي الختام، وجّه "السيسي" لشعب جنوب السودان رسالة: "أن مصر ستظل الصديق الوفي، والشقيق الحريص على مصلحته، وأننا ملتزمون بتقديم كل أوجه الدعم من خلال الآليات القائمة للتعاون بين البلدين، كما دعا المجتمع الدولي للوفاء بتعهداته والتزاماته تجاه دولة جنوب السودان في مسيرتها نحو بناء مستقبل أفضل".