شكلت المخابرات الإسرائيلية وحدة لملاحقة منفذي عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها الفصائل الفلسطينية في مستوطنات غزة، في 7 أكتوبر المنصرم، وذلك على غرار الوحدة التي شكلتها رئيسة حكومة الاحتلال آنذاك، جولدا مائير، لملاحقة منفذى الهجوم على الفريق الإسرائيلي المشارك في أولمبياد ميونخ عام 1972.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن الجهازين الأمنيين الرئيسيين في إسرائيل، الشين بيت والموساد، أطلقا عملية مشتركة لتعقب والقضاء على كل المتورطين في عملية "طوفان الأقصى".
نيلي
وأوضحت الصحيفة، أن تلك الوحدة، التي تم تسميتها على اسم المنظمة السرية اليهودية في فترة الحرب العالمية الأولى "نيلي"، تستهدف فرقة كوماندوز النخبة التابعة لحماس، البالغ قوامها 2500 جندي، والتي نفذت عملية "طوفان الأقصى"، إلى جانب أولئك الذين شاركوا في توجيهها والتخطيط لها، داخل غزة وخارجها.
ونقلت الصحيفة عن أهرون بريجمان، وهو زميل بارز في جامعة "كيندز كوليدج" في لندن، ومؤلف العديد من الكتب عن الاستخبارات الإسرائيلية، قوله "من المهم أن يشارك الموساد في تلك الوحدة، لأن هذا يعني أنهم يلاحقون أيضًا الأشخاص الموجودين خارج الأراضي المحتلة وإسرائيل".
غضب الرب
ولفتت إلى أن مهمة وحدة "نيلى" تشبه العملية التي أُطلق عليها "غضب الرب"، وهي مهمة سرية أذنت بها جولدا مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك، في عام 1972 لملاحقة واغتيال المتورطين في الهجوم على الفريق الأوليمبى الإسرائيلي المشارك في دورة الألعاب الأولمبية بميونخ، والتي قُتل فيها 11 عضوًا من الفريق.
وحسب تليجراف، اغتالت دولة الاحتلال، في بداية عملية" غضب الرب" أكثر من عشرة من منفذيها ومنظمة التحرير الفلسطينية، في عمليات قتل مستهدفة في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط. وتم وضع ما بين 20 إلى 35 شخصًا على قائمة الاغتيالات الأولية، واستمرت العملية لأكثر من 20 عامًا، ومن غير المعروف عدد الاغتيالات في المجموع.
وفي مقال له بمجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، الجمعة الماضي، قال عساف أوريون، الرئيس السابق للتخطيط الاستراتيجي في هيئة الأركان العامة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن الجهود التي بُذلت لملاحقة منفذى هجوم ميونخ، تطلبت عملًا استخباراتيًا وعملياتيًا مستمرًا في جميع أنحاء العالم، ودعمًا سياسيًا في حملة استمرت سنوات.
استهداف فرقة النخبة
وقال بريجمان، إن العملية الجديدة تعد جزءًا من محاولة إسرائيل للقضاء على حماس، مضيفًا أن الشاباك وجيش الاحتلال سيتعاملان مع فرقة النخبة التابعة لحماس، والآخرين الذين عبروا إلى المستوطنات في 7 أكتوبر وقيادة حماس في غزة، وهي عملية جارية بالفعل على قدم وساق.
لكن بريجمان أوضح أن استهداف القيادة السياسية لحماس في الخارج سيكون "أكثر صعوبة بكثير"، وسيحتاج إلى موافقة سياسية على مستوى مجلس الوزراء. وقال: "حقيقة أن الوحدة الجديدة تضم الموساد، يعني أن إسرائيل ستلاحق أيضًا أعضاء حماس خارج قطاع غزة، وسوف يستمر لسنوات".
ونقلت" تليجراف" عن ميري آيسين، النائبة السابقة لرئيس فيلق الاستخبارات القتالية الإسرائيلي، قولها لصحيفة "سكريبس نيوز" إن وحدة "نيلي" ستركز بشكل كبير على القيادة العليا لحماس، مضيفة أن الوحدة ستستخدم مجموعة متنوعة من القدرات، سواء في جمع المعلومات أو القدرة بعد ذلك على استهداف جميع عناصر حماس.
وحذر بريجمان من أن مهمات الاغتيال في الخارج، تأتي مع "مخاطر كبيرة"، دبلوماسية وغيرها.
على سبيل المثال، في سبتمبر 1997، تم القبض على اثنين من عملاء الموساد وفريق دعم في الأردن بعد رش خالد مشعل، زعيم حماس السابق، بالسم في أذنه. وغضب الأردن وأجبر إسرائيل على توفير الترياق لإخراج مشعل من الغيبوبة، وأشار بريجمان إلى أن "الأمر صعب".
وتجدر الإشارة إلى أن جهاز الموساد الإسرائيلي، يضم وحدة خاصة، مسئولة عن الاغتيالات، وتحمل اسم "كيدون" وتعني "الحربة"، وتتكون من فرق كل فرقة تضم 12 شخصا أو يزيدون قليلًا.