في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وموسكو، حذّرت روسيا من إمكانية استئناف التجارب النووية على نطاق واسع، في حال فعلت الولايات المتحدة ذلك، ويأتي تحذير روسيا بعد أن سحبت التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية؛ احتجاجًا على ما وصفته بالسياسات العدائية للإدارة الأمريكية.
وبينما تعمل الوكالات الأمنية الأمريكية على تطوير قنابلها النووية وصواريخها الباليستية، لفتت روسيا الانتباه إلى أنها لن تبقي على الرد إذا شرعت واشنطن في اختبارات نووية جديدة.
حذّرت وزارة الخارجية الروسية، الولايات المتحدة من استئناف التجارب النووية واسعة النطاق، بعد أن سحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تصديق موسكو على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية من أجل استعادة التكافؤ، وفقًا لما أشارت وكالة "تاس" الروسية.
وقالت الوزارة في بيان: "يجب على الولايات المتحدة أن تفهم أن إجراء اختبارات واسعة النطاق، والتي يقال إن البنية التحتية في نيفادا مستعدة لها، سيجبرنا على الرد بالمثل".
وفي الشهر الماضي، نفذت الإدارة الوطنية للأمن النووي التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية تفجيرًا تحت الأرض، في موقع شمال غرب لاس فيجاس؛ بهدف "تحسين الكشف عن تجارب التفجير النووي تحت الأرض"، وقالت إدارة الأمن النووي إن الانفجار استخدم "مواد كيميائية شديدة الانفجار وأجهزة إشعاعية"، وفقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
والخميس، سحبت موسكو رسميًا تصديقها على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، مُشيرة إلى أن الكونجرس الأمريكي تجنب التصديق على اتفاقية 1996 لأكثر من 25 عامًا "تحت ذرائع بعيدة المنال".
وقالت وزارة الخارجية الروسية: "لا يُمكن أن يستمر هذا إلى الأبد، في الظروف التي تتبع فيها الولايات المتحدة مسارًا عدائيًا للغاية تجاه بلدنا، تبين أن الحفاظ على الخلل السابق في النهج تجاه معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية الذي تطور بين موسكو وواشنطن لم يعد ممكنًا".
ولم تقم الولايات المتحدة بإجراء أي تجربة نووية حية منذ عام 1992، وقد قالت روسيا صراحة إنها لن تستأنف التجارب أولًا، ولكنها سترد إذا فرضت الولايات المتحدة الأمر الواقع.
ومع ذلك، أعلن البنتاجون أخيرًا عن خطط لتطوير نسخة عالية القوة من قنبلة الجاذبية B61، في حين حثّت هيئة استشارية تابعة للكونجرس على التوسع الهائل في الترسانة النووية الأمريكية، بغض النظر عن التكلفة.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، دمرت القوات الجوية الأمريكية صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات غير مسلح من طراز مينيتمان 3 خلال اختبار، بعد أن واجه "شذوذًا" غير محدد سيحتاج إلى التحقيق فيه، وهذا هو الاختبار الثاني من نوعه منذ أوائل سبتمبر، فيما تخطط الولايات المتحدة لاستبدال الصواريخ القديمة بتصميم جديد، ومن المتوقع أن يكون جاهزًا في وقت ما في ثلاثينيات القرن الحالي.