بعد مضي نحو 100 عام على الحكم الاستعماري الألماني في شرق إفريقيا، قدم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير اعتذاره إلى شعب تنزانيا، جراء سقوط عدة مئات من ضحايا هذه الحقبة، بسبب اعتداءات ارتكبتها الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية بحق مدنيين.
طلب الصفح
طلب رئيس ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، العفو عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الاستعمارية لبلاده في تنزانيا، قائلًا: "أنحني أمام ضحايا الحكم الاستعماري الألماني.. وبصفتي الرئيس الاتحادي لألمانيا، أريد أن أطلب الصفح عمّا فعله الألمان بأجدادكم"، وفقًا للإذاعة الألمانية "DW".
وأضاف شتاينماير خلال زيارة إلى سونجيا، موقع المذبحة التي تعرض لها سكان ماجي ماجي الأصليون، "إنه أمر يخجلني.. أشعر بالخجل مما فعله جنود الاستعمار الألمان بأجدادكم وزملائهم المحاربين".
وذكر شتاينماير: "نحن الألمان نحتاج أيضًا إلى مواجهة هذا التاريخ حتى نتمكن من بناء مستقبل أكثر إشراقًا معًا".
وزار الرئيس الألماني واحدًا من المسارح الرئيسية لهذه الحرب وهو متحف ماجي-ماجي، ووضع زهرة حمراء على قبر الزعيم سونجيا مبانو، ووضع إكليلاً من الزهور على المقبرة الجماعية للمقاتلين الآخرين.
رغبة تنزانيا في مفاوضات رسمية
التقت رئيسة تنزانيا سامية حسن صلوحي، بمدينة دار السلام، الرئيس الألماني، وجرى خلال اللقاء بحث علاقات التعاون بين البلدين، والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
وفي أعقاب لقاء لها مع نظيرها الألماني، قالت الرئيسة التنزانية: "نحن على استعداد لبدء مفاوضات رسمية لنرى كيف يمكننا التعامل مع الإرث الاستعماري في بلادنا"، فيما ذكر شتاينماير أنه "من المهم أن نسوي هذا الفصل المظلم، معاً".
مذبحة "ماجي ماجي"
وفقًا لتقديرات تنزانية، ذبحت القوات الاستعمارية الألمانية بين عامي 1905 و1907، ما يصل إلى 300 ألف شخص من مواطني ماجي ماجي بعد انتفاضة الأخيرين، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وكانت سلطة الاحتلال الألماني، سحقت انتفاضة للشعب المضطهد في المستعمرة الألمانية في شرق إفريقيا وذلك من خلال حرب شنتها عليهم بوحشية، والتي تم خلالها شنق الزعيم سونجيا مبانو، وقطع رأسه مع 66 من مقاتليه.
انتهت الإمبراطورية الاستعمارية الألمانية، التي شملت العديد من البلدان الإفريقية، مثل تنزانيا وناميبيا والكاميرون وتشاد وغينيا، في عام 1918 بعد هزيمة الإمبراطورية القيصرية الألمانية في الحرب العالمية الأولى.
بدأت ألمانيا خلال العقدين الماضيين، جهودًا لاسترجاع ذكرى حقبة استعمارها، ما أدى إلى جعلها تدفع تعويضات خصوصًا في ناميبيا التي استعمرتها بين عامَي 1884 و1915 بعد اعتراف برلين في مايو 2021 بارتكابها "إبادة جماعية".