استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلين وصحفيين من منابر إعلامية مختلفة سواء قنوات تليفزيونية أو صحف ووكالات أنباء، منذ بدء عدوانها على قطاع غزة، ليستشهد بعضهم ويُصاب آخرون، وفي الوقت نفسه لم تنج عائلاتهم من القصف، ففقد العديد منهم ذويهم، وكأنهم يدفعون ثمن بحثهم عن الحقيقة ونقلها للعالم أجمع.
الصورة الوحشية والمذبحة التي تتم في حق المدنيين العزل، ومشاهد قتل الأبرياء والأطفال، تكتمل بتصفية من يسعى إلى نقل حقيقة ما يحدث من مجازر مرعبة في حق مواطنين يرغبون فقط العيش بسلام وأمان.
الاعتداءات الإسرائيلية على المراسلين ومحاولة حكومة دولة الاحتلال تبرير ذلك بأنها لا تستطيع ضمان حمايتهم، دفع الاتحاد الدولي للصحفيين، إلى مطالبة الميدانيين في قطاع غزة، بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة وارتداء معدات السلامة وعدم الذهاب للتغطيات دونها، كما طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود"، المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب المتعلقة بقتل الصحفيين في فلسطين.
إصابة مراسلة القاهرة الإخبارية
وطالت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي مراسلي قناة القاهرة الإخبارية عدة مرات، وأُصيبت دانا أبو شمسية مراسلة القناة في القدس بالاختناق، أثناء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع، لمنع المصلين من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة اليوم، ليتم نقلها إلى المستشفى وتلقت العلاج اللازم لكي تخرج وتؤدي مهمتها الإعلامية.
وسبق أن تعرضت "أبو شمسية" لمضايقات أثناء تأدية عملها، وأوقفتها قوات الاحتلال واحتجزوها لساعات بسبب تصويرها للأحداث وتعرضت للتحقيق ومراجعة الهوية، قبل أن يتم إطلاق سراحها.
ومن جهتها، أدانت قناة "القاهرة الإخبارية" في بيان، ما تعرض له أفراد طاقهما من اعتداءات أثناء تأدية مهامهم في نقل الصورة الحية والمباشرة لاطلاع الرأي العام العربي والعالمي على الجرائم التي تجري بعد غلق جميع مداخل المدينة المقدسة وقمع المصلين".
الفترة الأكثر دموية
الأرقام الصادرة لعدد الصحفيين الذين سقطوا ضحايا الاعتداء الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي بلغت 31 شخصًا، حسبما أشار بيان للجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، ووصفت الأسابيع الماضية بالفترة الأكثر دموية لمراسلين مهمتهم نقل الحقيقة.
وتشمل قائمة الضحايا الصحفي أحمد شهاب الذي توفي في قصف إسرائيلي لمنزله هو وعائلته في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والمصور الصحفي محمد الصالحي الذي راح ضحية رصاص قوات الاحتلال شرق البريج وسط قطاع غزة، والمصور الصحفي الحر محمد فايز أبو مطر أثناء غارة جوية على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة حيث كان يغطي النزاع الدائر.
كما دفع الصحفي هشام النواجحة والمصور الصحفي سعيد الطويل والمصور محمد أبو رزق، حياتهم ثمنًا أثناء تغطيتهم لجرائم إسرائيل في غزة، وكذلك المصور الصحفي إبراهيم لافي خلال تغطيته لما يجري عند حاجز بيت حانون (معبر إيريز)، الصحفي محمد جرغون أثناء تغطيته للأحداث شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، الصحفي أسعد شملخ في غارة جوية إسرائيلية جنوبّي قطاع غزة، مع 9 من أفراد عائلته، كم استشهدت الصحفية إسلام ميمة والمراسل محمد أبو حطب والمذيع حسام مبارك والصحفي عبد الهادي حبيب والصحفي محمد بعلوشة والصحفي عصام بهار والمخرج سميح النادي، والصحفي خليل ابو عاذرة بعد استهدافه مع شقيقه في منطقة حي النصر شمال رفح.
وأصيب أيضا عدد من المراسلين جراء القصف الإسرائيلي منهم صابر نور الدين، وعبد ربه شناعة، وهيثم شناعة، وإسماعيل أبو حطب، بعد قصف قوات الاحتلال أحد الأبراج التي تضم مكاتب إعلامية في غزة
ولم تسلم عائلات الصحفيين والمراسلين من الاعتداءات الإسرائيلية، الأمر الذي واجهه المراسل وائل دحدوح، حيث ذهب لتغطية جريمة قصف أخرى لقوات الاحتلال الإسرائيلي، ليجد أن الضحايا هم زوجته وطفليه وحفيده، ليعلق على هذا المشهد الصادم بقوله "انتقموا منا في الأولاد"، كما استشهدت زوجة الصحفي سامح مراد، وراحت عائلة الصحفي صالح المصري ضحية قذائف الاحتلال.
وأدانت نقابات الصحفيين في فلسطين وبعض الدول العربية ومنها مصر الاعتداءات الإسرائيلية على المراسلين، وما يحدث من جرائم قتل وانتهاك حقوق ومحاولات تضييق الخناق.