بدأت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي هجومها البري على قطاع غزة، في وقت سابق هذا الأسبوع، حيث اخترقت الدبابات والمدرعات الجدار الحدودي الذي يحيط بالقطاع من خلال فتحات فيه. ولم يكشف جيش الاحتلال عن عدد الجنود الذين شاركوا في أكبر عملية له في سنوات، أو عن مواقعهم الحالية. حسبما ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الأمريكية.
كيف كان التوغل؟
أظهرت الصور الفضائية التي نشرتها شركة "بلانت لابز" الأمريكية المختصة في تصوير الأقمار الصناعية، اقتحامًا كبيرًا لعشرات المدرعات توغلت لمسافة لا تقل عن 5 كيلومترات داخل الأراضي على الضواحي الشمالية لمدينة غزة، مستعدة للتقدم نحو مركز السلطة السياسية والعسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية.
ودخلت قوات جيش الاحتلال، التي ارتكبت مجازر شنيعة في حق الإنسانية تجاه الأطفال والنساء في فلسطين، قطاع غزة من نقاط متعددة في الشمال والشرق.
وتظهر الصور التوغل في غزة من الشمال الغربي، بعد أن اخترقوا الجدار الحدودي في ستة مواضع على الأقل، وتظهر أيضًا، آثار المركبات التي قطعت طريقها عبر الأراضي الزراعية ذات التعداد السكاني المنخفض جنوب الحدود، قبل أن تتجه إلى أعماق غزة نحو المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان.
دمار هائل
كما تظهر الصورة دلائل على القصف الجوي المروع الذي تعرضت له غزة من قبل إسرائيل منذ اندلاع "طوفان الأقصى" الهجوم الأشد على إسرائيل على الإطلاق قبل ثلاثة أسابيع. إذ تبدو المباني متضررة، والحقول محفورة بعدة حفر كبيرة، نتيجة للغارات الجوية المستمرة يوميًا دون توقف.
وفي جنوب قطاع غزة، تزداد حدة الدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي. حيث تظهر الصور الفضائية أن بعض المباني، بما في ذلك منتجع شاطئي، تضررت بشدة، وأن عدة حفر ناتجة عن الانفجارات تغطي الأرض.
وأعلن مسؤولون صحيون فلسطينيون استشهاد أكثر من 8500 في غزة وأصيب أكثر من 21500 منذ بدء إسرائيل عدوانها الغاشم على القطاع.
فصل الشمال عن الجنوب
وكشفت الصور التي نشرتها "بلانت لابز" عن ظهور مدرعات ودبابات إسرائيلية شمال منطقة الكرامة في قطاع غزة صباح أول أمس. وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية أمس الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية وصلت إلى منطقة الكرامة، كما تمركزت دبابات في شارع صلاح الدين، المحور الداخلي بين شمال وجنوب القطاع.
وأكدت الداخلية الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يحاول فصل شمال غزة عن جنوبها، في إطار محاولته للتقدم بشكل أعمق داخل القطاع.