انضمت الولايات المتحدة إلى دول غربية، في موقفها الرافض لسلوك السلطات الصينية في التعامل مع الاحتجاجات المناهضة لتدابير الإغلاق المرتبط بكوفيد-19 في الصين، معلنة تأييدها الحق الشعبي في التظاهر لمزيد من الحرية بعيدًا عن قيود، ربما فاقمت من حصيلة حريق وقع شمال غرب البلاد قبل يومين.
وامتدت الاحتجاجات المناهضة لقيود مكافحة فيروس كورونا واسعة الانتشار التي احتجزت ملايين الأشخاص في منازلهم، إلى شنجهاي ومدن أخرى، إذ احتشد نحو 300 متظاهر ليل السبت، حدادًا على مصرع 10 أشخاص على الأقل في حريق شقة الأسبوع الماضي في مدينة أورومتشي بمنطقة شينجيانج شمال غربي الصين، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.
ووفق وسائل إعلام لم يتمكن رجال الإسعاف والإطفاء من الوصول للشقة محل الحريق بسبب الإغلاق المفروض في إطار سياسة "صفر كوفيد".
ودخل المحتجون في مواجهات مع الشرطة التي بدورها استخدمت رذاذ الفلفل لردعهم في شنجهاي ومدن أخرى، منها العاصمة بكين، وشهدت عدد من الجامعات احتجاجات.
البيت الأبيض ينضم للدعم الغربي: نتابع عن كثب
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض جون كيربي، مساء الإثنين، إن الرئيس جو بايدن يتابع عن كثب احتجاجات المتظاهرين في الصين، الذين يطالبون بمزيد من الحريات، وإنهاء تدابير الإغلاق المرتبط بكوفيد.
ودعت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، السلطات في الصين إلى وقف "الاحتجاز التعسفي" للمتظاهرين المحتجين "سلميًا" على القيود الصحية.
ودعا الناطق باسم المفوضية الأممية جيريمي لورانس، السلطات الصينية إلى الرد على الاحتجاجات في شينج يانج وفقًا لقوانين ومعايير حقوق الإنسان الدولية.
ومن جانبها، دعت بريطانيا الصين إلى الانتباه للاحتجاجات ضد سياساتها الصارمة بشأن كوفيد. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: "الاحتجاجات ضد الحكومة الصينية نادرة، وعندما تحدث أعتقد أن العالم يجب أن ينتبه، لكن أعتقد أن الحكومة الصينية يجب أن تنتبه"، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".
أما ألمانيا فاعتبرت ما يحدث في الصين "منفعة عامة مهمة". وقال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير، في مقابلة صحفية، الإثنين: "أفهم أن يعبّر الناس عن نفاد صبرهم وسخطهم في الشوارع.. يمكنني القول إن حرية التعبير هي منفعة عامة مهمة".
الصين: دوافع خفية وراء الاحتجاجات
لمّحت الصين إلى وجود قوى تمتلك "دوافع خفية" لربط حريق وقع في منطقة شينج يانج بقيود مكافحة كورونا المشددة في البلاد.
قال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان: "على الشبكات الاجتماعية، قوى ذات دوافع خفية تربط هذا الحريق بالاستجابة المحلية لكوفيد-19".
تخفيف القيود بعد تصعيد الاحتجاج
خففت السلطات الصينية من فرضها قيود مكافحة كوفيد-19 المتشددة في مناطق متفرقة، لكنها عادت وأكدت استراتيجية "صفر كوفيد" الصارمة.
أعلنت سلطات بكين أنها لن تضع بوابات لمنع الوصول للمجمعات السكنية التي تم رصد إصابات كوفيد بها.
جاءت الاستجابة في أعقاب تصعيد المحتجين ومطالبتهم الرئيس شي جين بينج بالاستقالة من منصبه، في أقوى موجة من الغضب الشعبي تجاه السياسة الصارمة المتبعة للعام الرابع على التوالي لمكافحة كوفيد-19.