سلّطت عملية "طوفان الأقصى" الضوء على أحد أخطر أسلحة المقاومة الفلسطينية، وهو صاروخ كورنيت المضاد للدروع، ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية حذرت من قدرة هذا الصاروخ على إلحاق خسائر فادحة بقوات الاحتلال البرية.
ما هو هذا الصاروخ الخطير؟.. وكيف تم تطويره؟.. وما مميزاته وقدراته على اختراق الدروع الثقيلة للدبابات؟.. وما مدى خبرة إسرائيل بهذا الصاروخ من خلال مواجهات سابقة؟
أشارت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية تمتلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وهي شديدة الخطورة (أخطر الصواريخ المضادة للدبابات) المستخدمة لصد الهجمات البرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، إذ إنها تمتلك قدرة كبيرة على إلحاق الخسائر الكبيرة بالمجنزرات.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفصائل الفلسطينية أدركوا أن الطريقة الوحيدة لوقف الهجوم البري هي إلحاق خسائر فادحة ومبكرة بقوات جيش الاحتلال، وإبطاء تقدمها وإرهاقها، موضحة أن أن إحدى الوسائل الرئيسية لتحقيق هذا الهدف هو الصاروخ المضاد للدبابات المسمى "كورنيت"، لافتة إلى أنه نظريًا لديه احتمالية نجاح كبيرة، ولفتت إلى أنه يشكل خطرًا كبيرًا على القوات البرية لجيش الاحتلال.
وأظهرت عدة مقاطع فيديو القصف الجوي الأعنف الذي تواجهه غزة منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، بينما يستخدم مقاتلو المقاومة صواريخ كورنيت لصد توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب تقارير إعلامية، "اندلع قتال عنيف بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال على حدود غزة، وأطلقت أربعة صواريخ كورنيت على دبابات الاحتلال وعرباته المدرعة".
صاروخ الرعب
تم تطوير صاروخ كورنيت في روسيا في أواخر الثمانينيات لمواجهة الدبابات المتقدمة التي تستخدمها الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، واعتمد إنتاجه على الدروس المستفادة من الصواريخ السابقة مثل صاروخ ساجر، الذي كان يتطلب إطلاقه تتبعًا دقيقًا وتحكمًا للمشغل.
تطلبت أوجه القصور في الصاروخ ساجر، بما في ذلك مدى يبلغ 3 كيلومترات فقط وعبء تشغيلي عالي، مزيدًا من التطوير، إذ سهّلت الصواريخ الحديثة مثل "كونكورس" و"فاجوت" دور المشغل، ما سمح له بتعديل مسار الصاروخ والتركيز على الهدف، ومع ذلك، لا تزال هذه الصواريخ تفتقر إلى المدى وقوة الاختراق التي تتمتع بها الدبابات المتقدمة.
وكان أحد الحلول لهذه المشكلة هو صاروخ كورنيت، الذي ذكرت الصحف الإسرائيلية أنه لا يحتاج إلى كابلات، ويحمل رأسًا حربيًا شديد الانفجار، ويبلغ مداه أكثر من 5.5 كيلومتر، في حين تم تطوير صاروخ جافلين الأمريكي في الوقت نفسه تقريبًا وكان له مدى 4 كيلومترات.
يتم توجيه صاروخ "كورنيت" بالليزر، ما يعني أن المشغل يضيء الهدف بشعاع ليزر ويتبع الصاروخ شعاع الليزر حتى يهاجم وجهته.
وينقسم الجزء الخلفي من الصاروخ إلى أربعة أجزاء، ويوجد خلفه مستشعر ليزر، إذ عند اكتشاف انحراف، يتم تعديل الدفة على الفور لإبقاء الصاروخ في المسار الصحيح.
علاوة على ذلك، وعلى عكس الصواريخ الغربية الحديثة المضادة للدبابات، التي تتميز بضرب الدبابات من الأعلى لأنها تكون أقل حماية، تحلق صواريخ كورنيت أفقيًا وتستهدف جوانب الدبابات، وهذه الميزة تتيح استخدامه ضد المواقع المحصنة، وشقوق المخابئ، وحتى الطائرات المروحية.
يمتلك الكورنيت تأثيرًا قويًا جدًا، إذ يزن رأسه الحربي 4.6 كيلوجرام، وينقسم إلى قسمين: قذيفة أمامية مصممة لاختراق الدروع، والطبقات الأولى من الدروع، وقذيفة رئيسية خلفها تخترق جسم الدبابة.
واستخدمت صواريخ كورنيت في العراق عام 2003 لهزيمة دبابات أبرامز الأمريكية، على الرغم من درعها السميك للغاية.
وبالإضافة إلى ذلك، يستخدم الجانبان في الحرب الروسية الأوكرانية صواريخ قادرة على اختراق طبقات الدروع للدبابة البريطانية تشالنجر، والدبابة الألمانية ليوبارد التي تستخدمها أوكرانيا، بالإضافة إلى الدبابة T90 الروسية.
لدى الجيش الإسرائيلي معرفة واسعة بصاروخ كورنيت، الذي تعرض له في حرب لبنان الثانية عام 2006، إذ إنه خلال هذه الحرب كانت دبابات ميركافا الإسرائيلية لقمة صائغة للكورنيت.
وبحسب الصحيفة فإنه منذ عام 2010، بدأت فصائل المقاومة في المنطقة باستخدام الصواريخ ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي في هجمات شملت نصب كمائن ومراقبة دقيقة للأهداف وإطلاق نار دقيق على السيارات والحافلات التي تمر عبر السياج الحدودي.