منذ اندلاع الحرب بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، قتل ما لا يقل عن 27 صحفيًا في غزة وإسرائيل ولبنان، أثناء محاولتهم رصد تفاصيل الصراع ونقل الصورة الحية للمشاهدين. حسبما ذكرت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين.
ووفقا لوكالة "رويترز"، يتجاوز هذا الرقم عدد الصحفيين الذين قُتلوا خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية أو "انتفاضة الأقصى"، والتي اندلعت في 28 سبتمبر 2000 وتوقفت فعليًا في 8 فبراير 2005، بعد اتفاق الهدنة الذي عقد في قمة شرم الشيخ، إذ قُتل خلالها 14 صحفيًا.
خطر حقيقي
ومع بدء إسرائيل في تنفيذ اجتياحها البري لقطاع غزة، قال جيش الاحتلال لوكالتي "رويترز" و"فرانس برس"، إنه "في ظل هذه الظروف: "لا يمكننا ضمان سلامة موظفيكم، ونحثكم بقوة على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لسلامتهم".
وعلقت "رويترز": "الوضع على الأرض مأسوي، وعدم استعداد القوات الإسرائيلية لإعطاء ضمانات بشأن سلامة موظفينا يهدد قدرتهم على تقديم الأخبار حول هذا الصراع دون خوف من الإصابة أو الموت".
ومن جهته، قال فيل شاتويند، مدير أخبار "فرانس برس": "نحن في موقف خطير للغاية ومن المهم أن يفهم العالم أن هناك فريقًا كبيرًا من الصحفيين يعملون في ظروف خطيرة للغاية".
القصص تتحول إلى مآسي شخصية
العيش والعمل في قلب كارثة إنسانية في القطاع المحاصر يعني أن الصحفيين ليسوا منفصلين عن القصص التي يغطونها. فبعضهم أصبحوا جزءا من القصة، بما في ذلك الصحفي وائل الدحدوح. الذي فقد زوجته وابنه وابنته وحفيده، الذين كانوا من بين 25 مدنيا قتلوا في غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات للاجئين يوم الثلاثاء. وتلقى الدحدوح خبر الوفاة على الهواء مباشرة، أثناء تغطيه للقصف المستمر من جيش الاحتلال. حسبما ذكر موقع "ذا ناشونال".
ولم يكن وائل الدحدوح الأول الذي يفقد أفراد عائلته، بل إن هناك عدة صحفيين آخرين فقدوا أفرادا من عائلاتهم وتم تدمير منازلهم أو مكاتبهم في غارات جوية لجيش الاحتلال.
حرب البقاء
لا يستطيع الصحفيون في غزة أن يتجنبوا ويلات الحرب التي تدور حولهم. فكل خطوة يخطوها خارج منازلهم أو مكاتبهم قد تكون آخر خطوة لهم، سواء كانت لإجراء حوار صحفي أو لشراء قوت يومهم. ولا يستطيعون أن يفصلوا بين عملهم وحياتهم، فالقصص التي يروونها والدموع التي يشهدونها هي قصص ودموع أقاربهم وأصدقائهم.
وقال معتز عزيزة، وهو مصور صحفي، خلال فيديو نشره الأسبوع الماضي، "أشعر أن حظي قد نفد، فسامحوني إذا ما حدث"، ليعكس رهبة كثير من زملائه.
وقالت مهنا، وهي صحفية في موقع "ذا ناشونال"، "أنا بخير، مازلت على قيد الحياة". مضيفة، "لا أعرف ما الذي سيبقيني وعائلتي آمنين. من الصعب التخمين، حتى أنه يتم استهداف المدارس والمستشفيات".
وتابعت: "انتقلت مرتين هربا من الضربات، أعيش الآن مع شقيقي.. إن البقاء على قيد الحياة معركة يومية".