لا يزال الاتحاد الأوروبي الذي اتحد أمام روسيا في حربها ضد أوكرانيا، مُنقسمًا على نفسه أمام مجازر جيش الاحتلال في قطاع غزة، الذي تستهدف غاراته الجوية المدنيين العزل، والأطفال في انتهاك صارخ للأعراف والقوانين الدولية، ولم تكف المعايير التي وضعها الغرب لدعم كييف في التضامن مع الشعب الفلسطيني.
وفي بروكسل،اليوم، جسد المستشار الألماني المستشار أولاف شولتس، الدعم الواضح لإسرائيل، بعد أن وصفها بدولة ديمقراطية ذات مبادئ إنسانية للغاية، وأضاف أنه ليس لديه أدنى شك في أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يلتزم بقواعد القانون الدولي، بحسب موقع "إن تي في".
ألمانيا.. دعم صريح لإسرائيل
قبل نحو 10 أيام كان "شولتس" أول رئيس حكومة يزور إسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى"، وبذلك أكد من جديد مبدأ السياسة الألمانية، وهي أن "أمن إسرائيل ومواطنيها سبب وجود ألمانيا".
وفي الاتحاد الأوروبي تتوافق رؤى ألمانيا مع كل من "النمسا، التشيك، المجر، وإيطاليا" في دعم إسرائيل، بينما يؤيد فلسطين كل من "بلجيكا، إسبانيا، وأيرلندا"، الذين يوجهون انتقادات قوية لتصرفات إسرائيل.
وقال بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، فيما يتعلق بالغارات الجوية الإسرائيلية: "إن المعاناة التي نراها في غزة غير مقبولة، وهو ما توافق مع هجوم ألكسندر دي كرو، رئيس الوزراء البلجيكي، على إسرائيل بسبب إغلاق قطاع غزة".
فشل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي
ويأتي دور جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، في وضع المبادئ التوجيهية للسياسة الخارجية الأوروبية، ونجح الإسباني إلى حد كبير في ذلك خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، عن طريق مطالبته بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لكييف وفرض عقوبات أكثر صرامة على موسكو، وهو ما لم يستطع فعله في الحرب الوحشية على غزة.
التأثير الأوروبي في الشرق الأوسط
وأمام ذلك الانقسام، أصبح التساؤل عن مدى قدرة "فريق أوروبا" في التأثير بالشرق الأوسط، وهو ما طرحه جان أسيلبورن، وزير خارجية لوكسمبورج، الذي شكك في قدرة أوروبا على أن تكون لاعبًا في الشرق الأوسط بسبب انقسامهم، وترك الوساطة بالكامل لأمريكا.
المجر.. استراتيجية سلام في أوكرانيا
في قمة الاتحاد الأوروبي، استغل فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، انقسام الاتحاد الأوروبي، للحديث عن فرص السلام ليس في الشرق الأوسط ولكن في أوكرانيا، قائلًا: "إنه فخور باستراتيجيته للسلام، ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين في الصين، مُتجاهلًا دعاوى وقف إطلاق النار في غزة".