أعلنت وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينخوا"، إقالة الجنرال لي شانج فو، من منصب وزير الدفاع، وجاءت إقالة "لي" بعد اختفائه عن الظهور في المناسبات الرسمية، منذ نهاية أغسطس الماضي.
وتعتبر إقالة لي شانجفو، ثاني تغيير في القيادة الصينية خلال ثلاثة أشهر، بعد إقالة تشين جانج، وزير الخارجية الأسبق، يوليو الماضي.
آخر ظهور
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، في سبتمبر الماضي، شوهد الجنرال لي شانجفو آخر مرة في 29 أغسطس الماضي، عندما ألقى خطابًا أمام منتدى السلام والأمن الصيني الإفريقي. وكانت آخر رحلة خارجية له إلى موسكو ومينسك في منتصف أغسطس الماضي، حيث التقى بمسؤولين روس على هامش مؤتمر أمني، ومع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
من هو "لي"؟
بدأ لي شانجفو، البالغ من العمر 65 عامًا، عمله في أحد مواقع إطلاق الأقمار الصناعية الرئيسية في الصين في مقاطعة سيتشوان بجنوب غرب الصين، وترقى في الرتب حتى أصبح مديرًا له. حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".
وبعد ثلاثة عقود من العمل في مركز الإطلاق، تمت ترقيته للعمل في المقر الرئيسي للجيش الصيني المعني بالتسليح في عام 2013، بعد فترة قصيرة من وصول الرئيس الصيني شي جين بينج إلى السلطة.
هل تكون محاولة للتقارب مع أمريكا؟
منذ عام 2017 إلى عام 2022، كان "لي" مسؤولًا عن شراء الأسلحة الصينية، كرئيس لقسم تطوير المعدات باللجنة العسكرية المركزية للحزب الشيوعي؛ وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على لي شانجفو في عام 2018، بسبب شراء الصين أسلحة روسية، وقد أشارت بكين مرارًا وتكرارًا إلى أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لن يجتمع مع "لي"، خلال قمة سنغافورة للدفاع والأمن، ما لم يتم إلغاء العقوبات وذلك بحسب شبكه "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
وتابع تقرير "سي إن إن"، إنه ربما تغيير "لي" كان سببا في إزالة عقبة رئيسية أمام استئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة. وقبيل إعلان إقالة "لي" بيومين، أعلنت الصين أن مساعد وزير الدفاع الأمريكي سيشارك في اجتماع حول الدفاع والأمن في الصين.
طي الخلافات بين واشنطن وبكين
وتسعى بكين وواشنطن في الوقت الحالي إلى تكثيف الجهود لمحاولة طي الخلافات وإذابة الجليد وعودة العلاقات إلى مسارها الصحيح، وخاصة في الاتصالات العسكرية، التي انقطعت بشكل كامل تقريبًا، نظرًا للتوترات بين البلدين، بسبب ادعاءات أمريكا أن الصين تمد روسيا بأسلحة عسكرية لمساندتها في الحرب الأوكرانية، فضلًا عن فرض واشنطن عقوبات اقتصادية على بكين وحرمانها من الرقائق الإلكترونية، التي تقول أمريكا إنها تستخدمها في تصنيع الأسلحة.
تغييرات في وزارة الدفاع
قبل أسابيع من اختفاء "لي" عن المشهد العام، دعا الرئيس "شي" كبار ضباط الجيش في بكين إلى اجتماع، حيث أكد على الولاء السياسي والانضباط و"القيادة المطلقة" للحزب على القوات المسلحة.
وبعد أيام من ذلك الاجتماع، أقال شي اثنين من كبار الجنرالات في إطار عملية تطهير في الجيش.
وسائل الإعلام الأجنبية
من جانبها ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن السلطات الصينية استجوبت "لي" في سبتمبر وأفادت الصحيفة أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن وزير الدفاع الصيني قد وضع قيد التحقيق.
وردًا على سؤال عما إذا كان "لي" يخضع للتحقيق الشهر الماضي، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، إنه "ليس على علم بالوضع".