في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي، قصف قطاع غزة المحاصر لليوم الـ19 على التوالي، ويرفض الدعوات الدولية المتصاعدة لوقف العدوان على القطاع، وإقرار "هدنة إنسانية" فتحت دولة الاحتلال نيرانها على الأمين العام للأمم المتحدة، الذي وجه انتقادات حادة لإسرائيل، بسبب استمرار غاراتها الجوية دون انقطاع على قطاع غزة، ردًا على الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة، قبل أكثر من أسبوعين.
وقال "جوتيريش" خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، أمس الثلاثاء، في نيويورك: إن "حماية المدنيين لا تعني إصدار الأوامر لأكثر من مليون شخص بإخلاء منازلهم والاتجاه جنوبًا؛ إذ لا يوجد مأوى ولا غذاء ولا مياه ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه".
واعتبر "جوتيريش" أن الهجوم الذي شنته الفصائل الفلسطينية على مستوطنات وبلدات غلاف غزة، 7 أكتوبر الجاري، "لم يحدث من فراغ"، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لاحتلال مستمر منذ أكثر من 75 عامًا.
وقال جوتيريش: "من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، لقد تعرض الشعب الفلسطيني لاحتلال خانق على مدار 56 عامًا، ورأوا أراضيهم تلتهمها المستوطنات وتعاني العنف، خُنِقَ اقتصادُهم، ثم نزحوا عن أراضيهم، وهُدمت منازلهم، وتلاشت آمالهم في التوصل إلى حل سياسي لمحنتهم"، فيما حذر من انتشار الحرب في المنطقة.
تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة أثارت حفيظة دولة الاحتلال، إذ خاطب إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، الأمين العام بحدة مذكرًا بمدنيين قتلوا في هجمات شنّتها الفصائل على الأراضي الإسرائيلية، مشددًا على أنه لن يقابله وألغى ميعادًا معه، وقال كوهين "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟".
ووصفت خارجية الاحتلال في بيان لها، اليوم الأربعاء، كلام الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن، بأنها "خطيرة وتثير الغضب والاستغراب وتشكل وصمة عار عليه وعلى المنظمة التي يرأسها، وأن كلمات الأمين العام تعكس موقفا متحيزا ومشوها تجاه إسرائيل من جانب الأمم المتحدة وخاصة من جانب الأمين العام نفسه". زاعمة أنه في كلماته، أعطى الأمين العام للأمم المتحدة "الدعم لحماس". وقالت: إنه يتعين على الأمين العام للأمم المتحدة أن "يتراجع عن كلماته، وأن يجري بحثاً عميقاً في نفسه، وأن يعتذر عن تصريحه الذي ألحق الأذى بالملايين من الإسرائيليين".
وطالب جلعاد إردان، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، باستقالة الأمين العام للمنظمة الدولية من منصبه.
وزعم "إردان" على منصة إكس "تويتر سابقًا": "أمين عام الأمم المتحدة، الذي يبدي تفهمًا لحملة القتل الجماعي للأطفال والنساء وكبار السن ليس مؤهلًا لقيادة الأمم المتحدة".
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، لإذاعة جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، إنه بسبب تصريحات جوتيرتش سنرفض إصدار تأشيرات لممثلي الأمم المتحدة.
وأضاف "إردان": "لقد رفضنا بالفعل تأشيرة دخول لمارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، وحان الوقت لتلقينهم درسًا"، في إشارة إلى مسؤولي الأمم المتحدة.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ19 على التوالي، قصفًا وغارات جوية مكثفة على البنايات السكنية في قطاع غزة ويدمرها على رؤوس ساكنيها، ما أدى إلى استشهاد ما يزيد على 5791 فلسطينيا بينهم 2360 طفلًا و1292 سيدة و295 مُسنًا، وأصابت 16297 شخصًا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، كما يوجد عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.