قال أنور إبراهيم، رئيس وزراء جمهورية ماليزيا، إنه على قناعة كبيرة بأهمية تحقيق العدالة والإنسانية، لذا فقد تشاور مع جميع القادة الذين يتشاركون مع بلاده في المخاوف حول الأوضاع في فلسطين.
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجراها رئيس وزراء ماليزيا مع قناة "القاهرة الإخبارية، أدارتها الإعلامية شيماء الكردي، خلال زيارته للعاصمة المصرية القاهرة ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
وذكر أنور إبراهيم أنه أخبر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أثناء لقائه بأن ماليزيا تسانده وتساند الشعب المصري، مطالبًا بوقف إطلاق النار ووقف قتل أرواح الأبرياء، مشددًا على تقديم الدعم الإنساني إلى شعب غزة.
وقف العدوان الإسرائيلي
رئيس وزراء جمهورية ماليزيا تطرّق في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" إلى مؤتمر وزراء خارجية دول التعاون الإسلامي، وقال إنّ المؤتمر كان به آراء موحدة لأخذ موقف حاسم لوقف العدوان المستمر على الفلسطينيين، كما أنّ قمة القاهرة للسلام أكدت أهمية استمرار تدفق المساعدات إلى غزة ووقف إطلاق النار.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي اتجاه الفلسطينيين، أكد أنّ الحكومة الإسرائيلية انتهكت الاتفاقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي دون محاسبة، لذا فماليزيا تطالب بمعاملة الفلسطينيين كبشر ووقف قتل الأطفال والنساء والمدنيين وحماية المستشفيات والمدارس.
الوضع في أوكرانيا
وحول الوضع في أوكرانيا، قال رئيس وزراء ماليزيا إنّ بلاده انتقدت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بينما يوجد في فلسطين الشيء نفسه وربما أسوأ، ويجب ألّا يكون هناك انقسام بين الشرق والغرب فيما يتعلق بالحقوق الإنسانية، فهناك تناقض بين موقف الدول الأوروبية في فلسطين وموقفهم في أوكرانيا.
واعتبر رئيس الوزراء أنّ الموقف الذي اتخذته مصر والدول المجاورة هو محاولة نزع فتيل التوتر ووقف أعمال القتل وزيادة المساعدات الإنسانية، كما أكد أنه تناول مع الرئيس المصري المخاطر المحتملة من العدوان الحالي على غزة، وموقف الدول الغربية تجاه الفلسطينيين غير الإنساني.
رئيس الوزراء الماليزي، جدد خلال لقائه مع الزعماء العرب التأكيد على ضرورة العمل بجدية أكبر، مشيرًا إلى أنه لا يزال لديه بصيص أمل صغير تجاه الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية، ولا يتوقع توافقًا أمريكيًا، لكن يجب أنّ تحترم الحقوق المشروعة بما فيها حقوق الفلسطينيين، مؤكدًا على تقديم كل الدعم اللازم للشرق الأوسط لإيقاف الحرب في فلسطين.
مصر وماليزيا تاريخ ممتد
وأوضح "إبراهيم" أنّ مصر وماليزيا تربطهما علاقات تاريخية وممتدة تتسم بالتفاهم المشترك.. "أكدت مع الرئيس المصري أهمية الحاجة لمزيد من التبادل بين البلدين وأهمية التحالف الاستراتيجي، فنحن على قناعة تامة بالقوة التي تتمتع بها مصر من حيث الدفاع والصناعة والأمن الغذائي، ويتعين علينا العمل بجد مع القاهرة وهذا هو التوافق الذي توصلنا إليه بين الحكومتين".
وبشأن الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية، نوّه بأنّ مصر لها دور فعّال للغاية في الأزمة التي تواجهها غزة وتبذل العديد من الجهود الإنسانية، والرئيس المصري وحكومته أظهرا دورًا رياديًا في محاولة دفع المساعدات كافة إلى غزة.
الاستثمارات في الشرق الأوسط
حجم الاستثمارات بين ماليزيا والصين والشرق الأوسط، أكد عليه رئيس الوزراء بأن البلدين بينهما استثمارات ضخمة خصوصًا في مجال الطاقة المتجددة والنيتروجين، معتبرًا أنّ مجال الطاقة المتجددة يمثل أحد المجالات ذات الأولوية القصوى من خلال النقاش مع السلطات المصرية، موضحًا أنّ التطورات في فلسطين تؤثر على دول الجوار ودول الخليج والدول العربية كافة ويجب زيادة المشاركة الفعالة.
سياسة الحياد
وعلى صعيد العلاقات الماليزية مع أمريكا والصين، كشف رئيس وزراء ماليزيا بأنه يجب أنّ نحافظ على الحياد في علاقتنا مع الولايات المتحدة والصين كأمة ناشئة، ويتعين علينا أن نكون واقعيين لكي نتقبل حقيقة أنّ الصين جارة مهمة وعززت السلام والتفاهم معنا، كما يجب الحفاظ على علاقة ماليزيا بالولايات المتحدة لأن أكبر الاستثمارات كانت تأتي منها، موضحًا أنّ سياسيتنا الخارجية الحالية هي الحياد للحفاظ على علاقاتنا مع الدول.