الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحذيرات إسرائيلية من اندفاع جيش الاحتلال نحو اجتياح غزة

  • مشاركة :
post-title
جيش الاحتلال يستعد لاجتياح غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة المحاصر، لليوم الثامن عشر على التوالي ويحشد جنوده ودباباته على أطراف القطاع، استعدادًا لاجتياحه بريًا، خرجت تحذيرات من الداخل الإسرائيلي من الاندفاع نحو اجتياح غزة دون تخطيط مُسبق لما مرحلة ما بعد الغزو البري. 

أصحاب تلك التحذيرات قدموا خارطة طريق واضحة لمرحلة ما بعد انتهاء العدوان على غزة، من خلال التوجه لإضعاف "حماس" سياسيًا وشعبيًا بعد تجريدها من قدراتها العسكرية، كما يطمع الاحتلال، وفي الوقت ذاته بإحياء بديل سياسي لها من خلال اقتراح تسوية سياسية مستقرة تشمل إقامة دولة منزوعة السلاح للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بدعم دولي واسع النطاق، بزعم أن ذلك هو الهدف الاستراتيجي الذي يجب أن يحدد مسار الحرب اليوم، وإلا فسيكون البديل من وجهة النظر الإسرائيلية الحكم على أنفسهم باستمرار الكوارث على غرار عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الفصائل الفلسطينية في مستوطنات قطاع غزة، 7 أكتوبر الجاري. 

ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، مقالًا لميخال ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز "ديان" بجامعة تل أبيب، وباحث كبير بمعهد السياسات والاستراتيجية في جامعة رايخمان، قال فيه إن الاجتياح البري المحتمل لغزة ليس مجرد عملية للقضاء على حماس فحسب بل خطوة لإعادة تشكيل النظام الفلسطيني.

وأضاف "ميلشتاين": "من الصواب أن نفكر في أفكار حول تشكيل نظام جديد قادر على إدارة قطاع غزة، في مرحلة ما بعد الهجوم البري، وهي الفكرة التي تمت مناقشتها بين "إسرائيل" وكبار أعضاء الإدارة الأمريكية، من خلال حكومة مدنية محلية تعيد البناء بعد حماس، وعلى خلفية الدمار المادي واسع النطاق في غزة".

إيلي باخار المستشار القانوني السابق لجهاز الأمن العام "الشاباك"، ذكر أن "الحرب الحالية في غزة فرصة كي تُغير إسرائيل سياستها تجاه غزة، وتنقل السيطرة عليها من طرف إلى آخر، بعد أن سُمِح لها بزيادة نفوذها على حساب السلطة الفلسطينية، وهو خطأ لا بد من الاعتراف به، لأن الإسرائيليين دفعوا ثمنه كاملًا، لأن المسار الذي ستختاره إسرائيل بعد انتهاء الحرب في غزة سيؤثر على وضعها الاستراتيجي لسنوات عديدة مقبلة، فالمصالح كثيرة ومتضاربة إلى حد كبير بين الرغبة باستعادة الردع واندفاعها للدخول في حرب عصابات دامية وطويلة الأمد في غزة".

وأضاف "باخار" في مقال نشره موقع "واللا" الإسرائيلي، أن "اقتحام غزة سيزيد من خطر القتال في وقت واحد على الجبهة الشمالية، وربما على جبهات أخرى، وفوق كل ذلك هناك خطر الصراع بين الكتل الأمريكية والروسية وربما الصينية، وفي خضم هذه الاعتبارات، يتعين على "إسرائيل" أن تعيد النظر في تصورها لمستقبل العلاقات مع الفلسطينيين، لأنها محور التصعيد في المنطقة كلها، الأمر الذي يستدعي التوقف عن إضعاف السلطة الفلسطينية، لأنه أدى للفشل الدموي في هجوم السبت، ما يستدعي من "إسرائيل" تغيير هذه السياسة من البداية إلى النهاية، بعد أن ألحقت ضررًا بالغًا في السلطة".

وأشار إلى أن "السلطة الفلسطينية تمتعت في غزة حتى عام 2007 بقبضة جيدة على الأرض، من خلال تنسيق أمني عالي الجودة مع "إسرائيل"، ما أدى للحدّ الأدنى من الهجمات، وفي غياب استمرار سياسة إسرائيلية طويلة الأمد، فقد أدت هذه الاستراتيجية لإضعاف السلطة بشكل كبير، وجعلتها غير ذات أهمية في نظر الفلسطينيين وأفسدتها وكنتيجة مباشرة، عززت "حماس" على حسابها، ما يستدعي من "إسرائيل" إجراء تغيير شامل في هذه السياسة تعزيزًا لمصالحها الأمنية، أولًا وأخيرًا".

وزعم أن "التوجه الإسرائيلي يكمن في تمكين السلطة الفلسطينية، ربما في المستقبل المنظور، من تسليم قطاع غزة إلى يديها بعد مرحلة الحرب، وهو أمر بالغ الأهمية من أجل إعادة تأهيلها، والتوصل معها لتسوية سياسية مستقرة في المستقبل، مقابل غياب المفاهيم الصهيونية المتمثلة بتجريد الفلسطينيين من الضفة الغربية، والفصل بينها وبين قطاع غزة، واستمرار سجن غزة دون مخرج".