على مدار الأيام السبعة عشر الماضية، حشدت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قوة ضخمة للقيام بغزو بري لقطاع غزة؛ ردًا على هجمات المقاومة الفلسطينية على مستوطنات الغلاف في 7 أكتوبر، وقد استدعت كامل قواتها المُدرعة لاستكمال عدوانها الذي بدأته بسلسلة من الغارات الدامية التي أوقعت خسائر بشرية هائلة، وتسببت في دمار غير مسبوق.
أسباب تأخر اجتياح غزة
وبعد مرور أكثر من أسبوعين على اندلاع المواجهات بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والجيش الإسرائيلي، سرعان ما أصبحت التهديدات باجتياح غزة بالية، وبات مصير العملية المزعومة غير واضح، لعدة أساب، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.
السبب الأول، والأكثر وضوحًا، هو أنه في الأسبوع الأول من الحرب، لم يكن جميع جنود الاحتياط البالغ عددهم 360 ألفًا في جيش الاحتلال في أماكنهم الصحيحة بالمعدات المناسبة، ولم يتم تحديثهم وتدريبهم بشكل كامل على مهامهم المختلفة.
السبب الثاني، وهو إخلاء القطاع من المدنيين؛ لتوفير مساحة أكبر للعمل ضد عناصر المقاومة الفلسطينية، وهي الرواية التي يتغنى بها الاحتلال لتهجير المدنيين من أرضهم.
أما السبب الثالث، هو كلما زادت هجمات القوات الجوية الإسرائيلية، قلت خسائر قوات الاحتلال الإسرائيلية بمجرد دخولها على الأرض، في اعتقاد أن المقاومة الفلسطينية ستصبح في أضعف حالاتها، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
الصعوبات أمام اجتياح غزة
إن الصعوبات التي يواجهها الاجتياح البري على غزة ليست واضحة بما فيه الكفاية، فإن القتال من شارع إلى شارع في بيئة ضيقة ومتحضرة للغاية سيكون صعبًا بالنسبة للقوات الإسرائيلية، كما أن "حركة "حماس" لديها شبكة أنفاق واسعة النطاق يقدر طولها بما يصل إلى 500 كيلومتر، مما يُمكن مقاتليها من شن هجمات، ومن ثم الاختفاء.
وبحسب تقديرات الصحيفة، سيموت عدد كبير من الجنود، بمجرد بدء الغزو البري، وهو عدد أكبر مما حدث في أي من جولات الصراع التي شهدتها إسرائيل في العقود الأخيرة، مُشيرة إلى أنه لا توجد طريقة أخرى لإخضاع فصائل المقاومة الفلسطينية التي تدير غزة سوى الدفع بقوات الاحتلال للداخل.
التحدي الآخر هو ما يقدر بنحو 200 رهينة احتجزتهم فصائل المقاومة الفلسطينية خلال عملية "طوفان الأقصى" على إسرائيل، يشار إلى أنهم انتشروا في قطاع غزة.