بعد أيام قليلة من اختيار فيلم " المرهقون" للترشيح للأوسكار لتمثيل اليمن، استطاع الفيلم أن يحقق إنجازًا جديدًا يضاف إلى رصيده على الساحة الدولية، بعد ما حصد العمل الجائزة الذهبية من مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، في نسخته الـ59، كما عُرض العمل لجمهور المهرجان وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أشادوا به.
استطاع فيلم "المرهقون" أن يضع مدينة عدن اليمنية على خريطة المهرجانات السينمائية الدولية، فطوّع المخرج اليمني عمرو جمال أدواته وموهبته في نقل نبض بلده وما تعاني منه من صراع وحروب مستمرة، ونقل قصة الفيلم التي تبدو شديدة المحلية والمأخوذة من أحداث حقيقية إلى العالم ككل.
يقول عمرو جمال لموقع "القاهرة الإخبارية"، إنه كان حريصًا على الوجود وحضور فعاليات مهرجان شيكاغو السينمائي ومشاهدة عرض الفيلم مع جمهور المهرجان، ويؤكد أنه أقيم عرضان للفيلم وندوة نقاشية خلال فعالياته، وأنه سعيد للغاية بفوز الفيلم بالجائزة الذهبية من المهرجان عقب منافسته في مسابقة صنّاع الأفلام الجدد.
يوضح عمرو جمال، أن العمل اقتنص عددًا من الجوائز التي وصلت حتى الآن إلى أكثر من 7 جوائز، منها فوزه بمهرجان برلين السينمائي، وأن رحلة الفيلم لم تنته عند هذا الحد، ومن المقرر أن يشارك في عدد من المهرجانات الأخرى خلال الفترة المقبلة.
كان عمرو جمال شاهدًا على معاناة الشعب اليمني وحروب خاضتها بلده، التي تدمر جزء من تراثها، فوجد أن لديه دافعًا قويًا للتعبير عما يدور في بلدته ونقل نبضها للعالم، ويقول: "عندي اهتمام كبير بمدينة عدن وتراثها وهذا الاهتمام نابع من كون المدينة تعاني من حروب متتابعة أضرت بها وبهويتها من حيث تدمير المباني والمباني التاريخية، ومع كل حرب تقصف وتدمر المباني المهمة التي تشكل هوية المدينة".
تابع: "مع سيطرة طرف ما على المدينة كنت أرى محاولات محو ومسح تراثها وفنونها لكي يفرض على المدينة هويته الشخصية، لذلك أخذت على عاتقي كصانع للأفلام إبراز جمال مدينة عدن وطابعها المعماري وتراثها لكي يبقى للأجيال القادمة شئيًا جميلًا، ويروا المدينة بالشكل الذي أحببناها عليه، فثمة شعور داخلي تجاه هذه المدينة يدفعني باستمرار لإبراز هويتها في أفلامي".