أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني،أن الوضع الراهن في المنطقة كارثي بكل المقاييس، وما يتعرض له المدنيون العُزْل ينافي كل القيم والمبادئ، ويصادم الوجدان البشري الفطري، بما يشهده من تدمير وحصار وجرائم صارخة ضد الإنسانية، ومستشفى المعمداني إحدى صورها.
وتقدم "ولد الشيخ الغزواني"، خلال كلمته في قمة القاهرة للسلام 2023، اليوم السبت، بالشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على مبادرته لعقد قمة القاهرة للسلام 2023، استجابة للظرف الاستثنائي الذي يمر به قطاع غزة، وانعكاساته الهدامة على المنطقة.
وقال إن استمرار هذا الوضع ينذر بفوضى عارمة في الشرق الأوسط بمجمله لا يمكن التنبؤ بما تؤول إليه، ولا بحجم آثارها السلبية على المنطقة ككل والعالم بأثره، مؤكدًا أن خطورة الوضع القائم تستدعي بإلحاح "هَبّةً" قوية من الجميع، وبذلًا لكل الجهود الممكنة والإسراع في إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة وإعادة تأمين الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء ودواء ووقود، كما لابد من العمل على إقرار وقف فوري لإطلاق النار يؤمن انسيابية حركة المساعدات الإنسانية، ويتيح فرصة لإعادة الاستقرار .
وأوضح أن ما تشهده المنطقة من عنف وكوارث ليس إلا نتيجة حتمية وعرضًا من أعراض الإشكال المركزي الذي يعصف بأمنها واستقرارها منذ عشرات السنين، والمتمثل في عدم إنفاذ حق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات سيادة عاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الرئيس الموريتاني إلى أنه آن أوان اقتناع الجميع بأنه لن ينعم في هذه المنطقة أحد بسلام أو أمن مستدام إلا بقدر أن ينعم الآخرون به، مؤكدًا أن السلام كما الأمن لا يُحرَز بكسب معركة أو الانتصار في حرب، ودوامه مشروط بشموله للجميع.
وأكد أنه يتعين علينا وعلى المجتمع الدولي العمل بمجمله العمل بجدية وعزم وصدق إرادة، لإيجاد حل تقوم بموجبه دولتان، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان في أمن وسلام، وأن أسس هذا الحل موجودة في قرارت الشرعية الدولية وفي المبادرات السياسية كالمبادرة العربية ولن ينتظم للمنطقة بدونه أمن واستقرار.
وتطلع "ولد الشيخ الغزواني" إلى أن تسهم هذه القمة في الإسراع بتدارك الوضع الكارثي في قطاع غزة وفي اتجاه قيام حل الدولتين.