يجتمع وزراء الهجرة بالاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، لبحث تحسين الأمن بعد هجومين في فرنسا وبلجيكا سقط فيهما قتلى وكذلك المخاوف بشأن ما إذا كان الصراع في الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى نزوح جماعي.
ودعا البعض في التكتل المؤلف من 27 دولة بالفعل إلى تشديد مراقبة الحدود وزيادة عمليات إعادة الأجانب إلى أوطانهم، وإبرام اتفاقات جديدة مع دول إفريقية لمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا منذ أن قُتل تونسي رُفض طلب لجوئه في بروكسل يوم الاثنين الماضي.
وقُتل مدرس في شمال فرنسا الأسبوع الماضي في هجوم ندد به الرئيس إيمانويل ماكرون ووصفه بأنه "إرهابي".
ووقع الحادثان في وقت تتزايد فيه المخاوف الأمنية المتعلقة بالحرب بين إسرائيل وفصائل المقاومة في معظم أنحاء أوروبا.
وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي يشارك في الإعداد للمحادثات الوزارية "تداعيات الوضع في الشرق الأوسط على أمننا الداخلي مرتبطة للغاية بالموضوعات المطروحة الآن، سواء فيما يتعلق بالوضع الذي يتطور في الشرق الأوسط أو بما نراه يحدث داخل الاتحاد الأوروبي"، حسبما ذكرت "رويترز".
وستكون هذه أول فرصة للوزراء لتبادل وجهات النظر بشكل مباشر منذ القصف الإسرائيلي الواسع وغير المسبوق على قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي.
ومن غير المتوقع أن يتخذ الوزراء أي قرارات محددة، لكنهم سيناقشون موضوعات من بينها تطورات بعينها قد تؤدي إلى نزوح الفلسطينيين داخل قطاع غزة بأعداد كبيرة أو اندلاع أعمال عنف داخل الاتحاد.
ويسلط الهجوم الذي وقع في بروكسل الضوء على الإخفاقات المستمرة في أنظمة الهجرة واللجوء التي تعاني من مشكلات في الاتحاد الأوروبي، منها الثغرات الأمنية وعمليات الإعادة غير الفعالة. وجرى إعادة نحو 20 بالمئة فقط من عدد الأشخاص الذين رُفضت طلبات لجوئهم في أوروبا.
اتفاقيات لكبح الهجرة من مصر والمغرب
ويقول أنصار الإصلاح الشامل الذي يلوح في الأفق لسياسات الهجرة في الاتحاد الأوروبي، المتوقع الانتهاء منه هذا العام، إن ذلك سيحسن الوضع بما يشمل آليات لتسهيل عمليات ترحيل الأجانب الذين لديهم سجلات جنائية بوتيرة أسرع.
ويوجد أيضًا مسعى جديد لعقد اتفاقات مع دول إفريقية مثل مصر والمغرب على غرار الاتفاق الذي أبرمه الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة مع تونس، ويقدم مساعدات مقابل كبح تونس لرحلات الهجرة إلى أوروبا.
لكن منتقدي سياسات الهجرة واللجوء الجديدة في الاتحاد الأوروبي يشككون في جدواها ويشيرون إلى تزايد المخاطر على حقوق الإنسان بينما ينصب التركيز على ردع الهجرة غير الشرعية.
وسجل الاتحاد الأوروبي، الذي يبلغ عدد سكانه 450 مليون نسمة، وصول نحو 250 ألف وافد غير نظامي هذا العام. ويعود ذلك بشكل كبير إلى المهربين.
وفي العام الماضي، استقبل الاتحاد الأوروبي عدة ملايين من اللاجئين بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا. لكن التكتل يريد الحد من الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط وإفريقيا.