وجّه أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، رسالة تضامن قوية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، في مستهل جولة في الشرق الأوسط؛ تهدف إلى الحيلولة دون اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
ويعتزم بلينكن أيضًا زيارة دول صديقة للولايات المتحدة في المنطقة، مثل قطر والسعودية ومصر والإمارات، بحسب وكالة "رويترز".
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على المقاومة الفلسطينية؛ ردًا على عملية "طوفان الأقصى"، وحشدت الدبابات على الحدود مع قطاع غزة الذي تسيطر عليه المقاومة أمس الخميس، قبل غزو بري متوقع، وهذا التصعيد هو الأخطر في المنطقة منذ سنوات.
وقال "بلينكن" موجهًا كلامه لنتنياهو: "قد تكون لديكم القوة الكافية للدفاع عن أنفسكم بمفردكم، لكن ما دامت الولايات المتحدة موجودة، فلن تضطروا إلى ذلك مطلقًا، سنكون دائمًا بجانبكم".
وحثّ إسرائيل على ضبط النفس في ردها على المقاومة في قطاع غزة، وقال بلينكن إن اتخاذ خطوات لتجنب مقتل المدنيين يميز الحكومات الديمقراطية، وأضاف وهو يقف بجوار نتنياهو بعد اجتماعهما: "من المهم للغاية اتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيذاء المدنيين".
ممر آمن
تقول واشنطن إن 25 أمريكيا على الأقل قتلوا في هجمات المقاومة، ويُعتقد أن هناك المزيد من بين عشرات الرهائن المحتجزين في غزة.
وقال بلينكن إن نائب المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون الرهائن ستيف جيلين رافقه في رحلته إلى إسرائيل، وسيبقى لدعم الجهود الرامية إلى إطلاق سراحهم.
وتوجه بلينكن إلى الأردن مساء أمس الخميس، للقاء الملك عبد الله والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وتسير الولايات المتحدة رحلات جوية مستأجرة إلى أوروبا، بدءًا من اليوم الجمعة لمساعدة الأمريكيين على مغادرة إسرائيل إذا أرادوا ذلك.
وسرد بلينكن خلال زيارته تل أبيب قصة فرار جده من المذابح في روسيا وكيف نجا زوج والدته من معسكرات الاعتقال النازية.
وقال بعد لقائه نتنياهو: "أتفهم على المستوى الشخصي الوقع المروع للمجازر التي ارتكبت".
وأضاف بلينكن أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها بطريقة تضمن عدم تكرار الهجوم عبر الحدود مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه تحدث مع نتنياهو حول كيفية تنفيذ ذلك.
وتابع أنه مع تطور احتياجات إسرائيل الدفاعية، ستعمل واشنطن مع الكونجرس لضمان تلبية تلك الاحتياجات، وتخطط إدارة بايدن لطلب الحصول على المزيد من الأموال من الكونجرس، الأسبوع المقبل.
فيما تقترب غزة من كارثة إنسانية مع ارتفاع عدد الضحايا وانخفاض الإمدادات الحيوية بعد أن فرضت إسرائيل حصارًا على القطاع، وقالت إسرائيل إنه لن يكون هناك أي تخفيف لأسباب إنسانية للحصار قبل الإفراج عن جميع الرهائن.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن واشنطن تعمل على دفع المحادثات لتوفير ممر آمن للمدنيين، ومن بينهم ما يتراوح بين 500 إلى 600 أمريكي من أصل فلسطيني يقيمون في غزة.
واحتواء الصراع أولوية قصوى لواشنطن، ويتحدث بلينكن مع الحلفاء الإقليميين الذين يتواصلون مع إيران والجماعات التي تدعمها ليطلب منهم نصح طهران بعدم التورط.
سوريا ولبنان
وفي أكبر مؤشر حتى الآن على احتمال امتداد الصراع عبر الحدود، قالت سوريا إن ضربات جوية إسرائيلية أصابت مطاري دمشق وحلب، ما أدى إلى خروجهما من الخدمة بينما تبادلت إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار عبر الحدود.
وقال المسؤول "كلنا عزم على أن نؤكد حرصنا على إبعاد الأطراف الأخرى عن هذا الصراع".