الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحت وطأة قصف الاحتلال.. حي الرمال يحتضر والأهالي يستغيثون

  • مشاركة :
post-title
جانب من الدمار الذي تعرض له حي الرمال

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أجواء إنسانية صعبة يعيشها أهل قطاع غزة منذ تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي المتواصل لأحياء القطاع السكنية خلال الأيام الأخيرة، في أعقاب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية السبت الماضي، والتي رد عليها الاحتلال الإسرائيلي بفرض حصار شامل على القطاع، شمل قطع الكهرباء والمياه ومنع إمدادات الوقود والغذاء، بخلاف قصف صاروخي متواصل أسفر عن استشهاد المئات من الفلسطينيين، بينهم أطفال، وإصابة آلاف آخرين.

حي الرمال

في تقرير لها رصدت شبكة "بي بي سي" الإخبارية، جانبًا من ملامح الأزمة من خلال حي الرمال الذي كان يعد أحد أغنى وأهدأ أحياء مدينة غزة، بما يضمه من مبانٍ سكنية فخمة، وشركات اتصالات، وجامعات، ومستشفيات. حيث كان الحي ملاذًا آمنًا للكثير من سكان غزة، الذين يعانون من فقر وبطالة وقصف مستمر في مناطق أخرى من القطاع. لكن هذا التوهج اختفى في ليلة الاثنين، عندما شهد الحي موجة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بشكل خاص مباني سكنية ومكاتب شركات اتصالات وكلية جامعية. وشهد الحي انفجارات مروعة طوال الليل، ما أثار رعب وصرخات الأطفال والأهالي. ولم يستطع أحد أن يغفو لحظة، كانت ليلة لا يمكن نسيانها لسكان "الرمال".

لا مأوى لنا

ومع اقتراب فجر الثلاثاء، تراجعت حدة الضربات، واكتشف الناس مدى الدمار. حيث تضررت البنية التحتية بشدة، وقطعت غالبية الطرق المؤدية للحي. ويقول أحد سكان الحي لشبكة "بي بي سي"، "أثناء قيادتي في الحي، شعرت وكأن هناك زلزالا.. كان هناك حطام، وزجاج محطم، وأسلاك مقطوعة في كل مكان.. لم أتعرف على بعض المباني التي مررت بها".

وأضاف، "قال لي أحد السكان، وهو يحمل ابنته في الشارع، "خسرت كل شيء.. شقتي، حيث عاش خمسة أطفال لي، كانت هنا في هذا المبنى". وتابع، "أين نذهب؟ أصبحنا بلا مأوى.. لا مأوى لنا بعد أو عمل". وسأل: "هل بيتي هدف عسكري، يا إسرائيل". كما اتهم الجيش الإسرائيلي بالكذب عندما يقول إنه لا يستهدف المدنيين.

تحديات إنسانية

إلى جانب خسارة حياتهم وممتلكاتهم، يواجه سكان غزة تحديات إنسانية كبيرة. فالقطاع، الذي يعد أحد أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في العالم، يفتقر إلى الموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة. حيث فرضت إسرائيل، التي تسيطر على معظم كهرباء غزة ومياهها ووقودها وبعض غذائها، بالفعل حصارًا صارمًا على غزة برًا وبحرًا وجوًا، وقطعت كل إمدادات غزة ردًا على المقاومة الفلسطينية. ما أدى إلى نفاد الغذاء والوقود والكهرباء والماء من سكان غزة، ما زاد من معاناتهم.

وأصبح نقص الماء خطيرًا بشكل خاص، حيث يشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن 90% من الماء في غزة غير صالح للاستخدام. كما أصبح نقص الوقود يهدد حياة المرضى في المستشفيات، التي تعتمد على المولدات لإبقاء أجهزة التنفس وغيرها من المعدات الحيوية تعمل.

إضافة إلى ذلك، اضطر نحو 200 ألف شخص فروا من منازلهم بسبب القصف إلى الإقامة في مدارس تديرها الأمم المتحدة. لكن هذه الملاجئ ليست آمنة تمامًا.