صرح سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، بأن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يأخذ من ميثاق الأمم المتحدة فقط ما يخدم احتياجاته الجيوسياسية الأنانية.
جاء ذلك في مقال للوزير بعنوان "الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها وترابطها هو مفتاح السلام والاستقرار الدولي"، نشره موقع "روسيا في السياسة الدولية"، حيث تابع أن الغرب: "انتحل لنفسه على نحو تعسفي رتبة الحكم على مصائر البشرية جمعاء، وبعد أن طغت عليه عقدة التميز، بدأ يتجاهل بشكل مُتزايد إرث آباء الأمم المتحدة".
وكتب "لافروف": "كان الغرب يعتزم استبدال بنية النظام العالمي المتمركزة حول الأمم المتحدة بنوع من (النظام القائم على القواعد)، دون أن يرى أحد أيًا من هذه القواعد (أو بالأحرى لم يتم عرضها على أي أحد)، ولكن، ومن خلال مراقبة التصرفات المزدوجة والمنافقة للمخططين الأنجلوساكسونيين وغيرهم من المهندسين الجيوسياسيين، من الممكن تكوين فهم واضح لكيفية تنفيذ هذه المغامرة عمليًا".
ووفقًا للافروف، فإنه، وبهذا الصدد، يتعين الالتزام بجميع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة "في مجملها وشمولها وترابطها لصالح التنظيم العادل للعلاقات الدولية".
إضافة إلى ذلك، لفت لافروف الانتباه إلى حقيقة أن واشنطن ولندن وحلفاءهما "لا يذكرون على الإطلاق مبدأ الميثاق الأساسي الذي ينص على أن جميع البلدان (تحتل مكانًا جديرًا بها في العالم، بغض النظر عن حجمها أو شكل حكومتها أو بنيتها السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية"، وأشار إلى أن الغرب يحاول "تقسيم العالم إلى (ديمقراطيات) يسمح لها بفعل كل شيء، والبقية ممن يتعين عليهم خدمة مصالح (المليار الذهبي)"، حيث كان جوهر عقدة "الاستثناء الغربي" هو البيان العلني الذي أدلى به رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، بأن "أوروبا هي جنة عدن، وبقية العالم غابة"، وهذه، وفقًا للافروف، لم تُعد "مساواة في السيادة"، وإنما "استعمار مكتمل الأركان".