الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

انتخابات التجديد النصفي في تايوان.. صراع على المواجهة مع التنين الصيني

  • مشاركة :
post-title
انتخابات التجديد النصفي في تايوان

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

اتجه ملايين السكان في جزيرة تايوان، صباح اليوم السبت، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات التجديد النصفي، لاختيار أعضاء المجالس البلدية ورؤساء البلديات عن كل أربع سنوات، في جميع المقاطعات الـ13 والمدن الست الكبرى، وسط توترات قائمة في محيطها الجغرافي.

وانتخابات هذا العام جاذبة بصورة كبيرة للانتباه العالمي، حيث أصبحت تايوان منعطفًا جيوسياسيًا أكثر أهمية بين الصين والولايات المتحدة، تنظر بكين إلى تايبيه كمقاطعة انفصالية ستصبح في النهاية جزءًا من البلاد.

لكن يرى العديد من التايوانيين أن جزيرتهم المتمتعة بالحكم الذاتي "ذات شكل حكومي خاص ونظام ديمقراطي مختلف"، وتركز الانتخابات المحلية دائمًا على القضايا المحلية، مثل الرعاية الاجتماعية والإسكان والطاقة.

ومع ذلك، حثّت رئيسة البلاد تساي إنج ون وكبار المسؤولين الحكوميين، الناخبين على استخدام هذه الانتخابات للوقوف في وجه بكين، وإظهار للعالم أن "ديمقراطية تايوان" لن تخضع للتهديدات الصينية.

سن التصويت وزيادة الوعي 

تتضمن هذه الانتخابات أيضًا استفتاءً لخفض سن الاقتراع إلى 18 عامًا، حيث إنه في الوقت الحالي يمكن فقط لمن هم فوق سن 20 عامًا المشاركة في العملية الانتخابية. 

ولكن يبدو أن المزيد من الشباب أصبحوا مدركين سياسيًا، إذ إن نسبة مشاركة هذه الفئة العمرية في انتخابات 2020 كانت الأعلى في التاريخ، بحسب بيانات محلية.

وبحسب ما أشار مجموعة من الشباب التايوان لشبكة "بي بي سي" إليه، فإن الدافع المباشر وراء إقبالهم على المشاركة السياسية هو "التهديد الصيني"، وهي القضية التي كانت جزءًا كبيرًا من النقاش السياسي طوال حياتهم.

الكومينتانج والشعب الديموقراطي

ويتصارع حزبان سياسيان رئيسيان في تايوان خلال انتخابات التجديد النصفي، ولكل منهما وجهات نظر مختلفة تجاه الصين.

يُنظر تقليديًا إلى حزب الكومينتانج، على أنهم رواد الأعمال المحافظون، القوة المؤيدة للصين، حيث دافعوا عن المشاركة الاقتصادية معها، وبدا أنهم يؤيدون التوحيد، على الرغم من نفيهم بشدة أن يكونوا موالين للصين.

في حين أن منافسهم الرئيسي، حزب الشعب الديمقراطي الحاكم، الذي فازت زعيمته تساي إنج وين، بأغلبية ساحقة في الانتخابات الوطنية لعام 2020. والتي اتخذت موقفًا قويًا ضد الصين، وصرحت بأن بكين بحاجة إلى إظهار احترام لتايوان، وأن تايبيه لن تذعن لضغوطات بكين.

وجرى إعادة انتخاب تساي إنج وين عام 2020، بعد أن وعدت بالوقوف في وجه بكين.

اتهامات للصين

اتهمت تايوان، الصين ببذل جهود متكررة للتأثير على الناخبين من خلال عدة طرق مختلفة، منها حملات التضليل عبر الإنترنت، والتهديدات العسكرية، وحتى تقديم رحلات طيران رخيصة إلى التايوانيين الذين يعيشون في الصين.

بينما حاول المراقبون الدوليون والحزب الحاكم ربط الانتخابات بالتهديد الوجودي طويل الأمد الذي تمثله جارة تايوان، لا يعتقد العديد من الخبراء المحليين أن للصين دور كبير تلعبه هذه المرة.

ومع ذلك، قال وزير الخارجية جوزيف وو إن، التدخل الصيني "لم يكن متكررًا كما هو الحال في الانتخابات السابقة"، مشيرا إلى أنه قد تكون بكين "مشغولة للغاية في التعامل مع مشاكلها الداخلية"، في إشارة منه إلى تسجيل حالات فيروس كورونا المتزايدة.

الكومينتانج الأقرب

وأشارت استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرًا في تايوان إلى أنه من المتوقع أن يفوز حزب الكومينتانج المعارض في الانتخابات المحلية، أكثر من منافسه الحزب الديمقراطي التقدمي.

في ذات السياق، صرح جيريمي هواي تشي تشيانج، المحلل المقيم في تايبيه، لصحيفة "الجارديان" البريطانية: "ليس الأمر أن حزب الكومينتانج يحظى بمزيد من الدعم، لكن مرشحيه في بعض المدن يتمتعون بشعبية بين ناخبيهم".

وأضاف تشيانج: "إنهم يميلون أيضًا إلى القيام بحملات أكثر بشأن القضايا المحلية بدلاً من العلاقات التايوانية الصينية".

رئيسة البلاد تساي إنج ون