بينما يعاني الفلسطينيون في غزة تحت وطأة حصار كامل، يفرضه كيان الاحتلال الإسرائيلي، يزيده صعوبة ضربات عسكرية مكثفة على القطاع، مساء الاثنين، ووسط قلق أممي من وضع صعب، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق مساعداته التنموية لفلسطين، إلا أن إسبانيا عارضت قرار بروكسل وطلبت طرحه للنقاش.
ويأتي ذلك في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية، في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت الماضي، بهجمات متزامنة عبر البر والبحر والجو، استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية إسرائيلية في القدس وتل أبيب وأشدود، فيما تسلل عناصرها إلى مستوطنات الغلاف وقتلوا بعض الجنود وأسروا آخرين ومعهم مدنيين.
تعليق المساعدات الأوروبية
وعلّق الاتحاد الأوروبي مساعداته التنموية للفلسطينيين، وقرر إعادة تقييم جميع البرامج السارية، والتي تقدر بإجمالي مبلغ 691 مليون يورو.
وكتب المفوض الأوروبي أوليفر فارهيلي، يوم الاثنين، في تغريدة له على موقع "إكس": "تعليق جميع المدفوعات على الفور، ومراجعة كافة المشاريع وتأجيل جميع الميزانيات المتعلقة بالمشاريع بما في ذلك السارية، حتى إشعار آخر وإعادة تقييم البرنامج بأكمله".
واعتبر المفوض الأوروبي ما وصفه بـ"الإرهاب والوحشية" ضد إسرائيل وشعبها يشكل منعطفًا، مضيفًا "ليس من الممكن التصرف وكأن شيئًا لم يكن".
والقرار يأتي عشية اجتماع طارئ من المنتظر أن يعقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، غدًا الثلاثاء، لمناقشة الوضع في إسرائيل وغزة بعد عملية "طوفان الأقصى" واسعة النطاق.
The scale of terror and brutality against #Israel and its people is a turning point.
— Oliver Varhelyi (@OliverVarhelyi) October 9, 2023
There can be no business as usual.
As the biggest donor of the Palestinians, the European Commission is putting its full development portfolio under review, worth a total of EUR 691m
⤵️
إسبانيا تعارض بروكسل
من جانبها، عارضت إسبانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي، تعليق المساعدات، وأعربت عن "عدم ارتياحها" لقرار المفوضية الأوروبية.
وذكر بيان أوردته الخارجية الإسبانية أن الوزير خوسيه مانويل ألباريس، أجرى محادثة هاتفية مع المفوض الأوروبي أوليفر فارهيلي للتعبير عن عدم موافقة البلاد على هذا القرار".
وأضاف كبير الدبلوماسية في إسبانيا، أن تعليق المساعدة الأوروبية "تسبب في استياء داخل الحكومة الإسبانية"، بحسب ما أفاد البيان.
وطلب ألباريس من مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن يدرج تعليق المساعدة على جدول أعمال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين، غدًا الثلاثاء.
حصار كامل
وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف جالانت، توجيهًا بفرض حصار كامل على قطاع غزة، بما يشمل منع الغذاء وقطع الكهرباء والوقود عن القطاع. بالتزامن مع توجيه ضربات استهدفت المنازل والبنى التحتية في القطاع.
وواصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، شن المزيد من غاراتها الجوية على منازل الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، وشنت مساء الاثنين، مئات الغارات، على مؤسسات ومبان ومقار مختلفة في حي الرمال غرب مدينة غزة، ارتفعت على إثرها حصيلة العدوان إلى أكثر من 700 شهيد وما يقارب 3 آلاف جريح.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الفلسطينية إياد البزم، إن "جل الأهداف هي أبراج وعمارات سكنية ومنشآت مدنية وخدماتية والعديد من المساجد".
وأشار إلى أن "الخدمات والكهرباء والمياه مقطوعة عن قطاع غزة بشكل كامل"، بحسب ما نقلت وكالة "سما" الفلسطينية.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بأن الغارات الجوية وأعمال القصف الإسرائيلي أصابت منازل وبنايات سكنية، ما أدى إلى تدمير أربعة أبراج سكنية كبيرة في مدينة غزة.
وأوضح أن الضرر الذي لحق بمنشآت المياه والصرف الصحي والنظافة عطل تقديم الخدمات لأكثر من 400 ألف شخص، لافتًا إلى أن محطة توليد الكهرباء في غزة تعد الآن المصدر الوحيد للكهرباء، ومن الممكن أن ينفد الوقود منها خلال أيام، بحسب ما أفاد تقرير أوردته الأمم المتحدة ونشر على موقعها الرسمي.
نزوح 123 ألف فلسطيني
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في آخر بياناته بشأن الأحداث في غزة، أن أكثر من 123 ألف شخص نزحوا داخليًا في غزة بسبب مخاوف بشأن حمايتهم وتدمير منازلهم.
قلق أممي
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، في تصريحات صحفية الاثنين، عن قلقه البالغ إزاء فرض حصار مطبق على قطاع غزة، وأشار إلى أن "الوضع الإنساني في غزة كان أصلًا مترديًا للغاية قبل هذه الأعمال العدائية"، متوقعًا أن يزداد الوضع في القطاع تدهورًا بشكل كبير في ظل الوضع القائم.