تتزايد حدة الأزمة الروسية الأوكرانية، بعد مرور نحو 9 أشهر على بدايتها وتحديدًا في 24 فبراير الماضي، ويعاني الأوكرانيون أزمة انقطاع الكهرباء وأزمة التدفئة مع اقتراب قدوم فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، ودعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأوروبيين إلى البقاء صفًا واحدًا في مواجهة روسيا، في الوقت الذي خرج فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليجدد تأكيده أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستحقق أهدافها، تزامنًا مع تجديد حلف شمال الأطلسي دعمه غير المسبوق لكييف.
زيلينسكي يدعو لموقف أوروبي موحد
وخرج الرئيس الأوكراني في فيديو، اليوم الجمعة، مناشدًا الأوروبيين، بضرورة البقاء صفًا واحدًا، في مواجهة روسيا، والاتفاق على خفض سعر النفط الروسي إلى أقصى حد، وهو 30 دولارًا للبرميل.
وتأتي مناشدة زيلينسكي، في الوقت الذي يعيش فيه الأوكرانيون أوقاتًا عصيبة، بسبب انقطاع التيار الكهربائي والمياه، عن مناطق عدة، أبرزها العاصمة كييف، بسبب الضربات الروسية التي استهدفت منشآت الطاقة.
وأكد الرئيس الأوكراني أن هناك نحو 15 منطقة أوكرانية تُعاني مشكلات في المياه والكهرباء، مشددًا على أن روسيا لن تجد طريقة لكسر الأوكرانيين، وأنهم سيواصلون الصمود.
وقال زيلينسكي إنه لا يوجد انقسام ولا انشقاق بين الأوروبيين، وأنه يجب الحفاظ على وحدة صفهم، مشيرًا إلى أن أوروبا تدعم أوكرانيا، لأنها تساعد نفسها، للوقوف ضد روسيا.
سقف سعر النفط الروسي
ولم تنجح حكومات الاتحاد الأوروبي في وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي، أمس الخميس، لكبح قدرة موسكو على الحصول على تمويل للحرب، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأوكراني أهمية هذا الأمر، الذي وصف الحديث عن مستوى 70 دولارًا للبرميل بأنه "أشبه بالخضوع لروسيا".
بوتين: روسيا ستحقق أهدافها
في المقابل خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، ليؤكد أن بلاده ستحقق أهدافها في أوكرانيا، خلال لقاء جمعه بأمهات جنود روس موجودين في أوكرانيا.
وهاجم مَن يحاولون التقليل من أهمية الهجوم الروسي على أوكرانيا في المجال الإعلامي، مشيرًا إلى أن الشائعات تزداد بسبب التكنولوجيا وتصبح أكثر فاعليةً، مؤكدًا أنه والقادة الروس يشاطرون الأمهات اللواتي خسرن أبناءهن حزنهن، وأنهم يدركون أنه لا يوجد ما يمكن أن يعوض خسارتهم.
تجديد الدعم لأوكرانيا
وفي السياق، قالت إليزابيث بورن، رئيسة الحكومة الفرنسية، إن باريس وبرلين ستواصلان دعم أوكرانيا حتى نهاية النزاع.
وجدد "الناتو" دعمه غير المسبوق لأوكرانيا، وقال ينس ستولتنبرج، إن دعم الغرب لأوكرانيا عسكريًا، هو السبيل الوحيد للوصول إلى مفاوضات سلام، وأنه لا سلام في أوكرانيا إذا انتصرت روسيا.
وشدد ستولتنبرج على أن أعضاء الناتو سيساعدون أوكرانيا، وسيدعمونها لبناء قوة مسلحة في الأمد البعيد، داعيًا إلى توثيق الاعتداءات التي تستهدف المدنيين في أوكرانيا.
إخلاء مستشفيات بخيرسون
واليوم أعلن حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش، إخلاء بعض المستشفيات وإجلاء المرضى، من المدينة التي انسحبت منها قوات روسيا منذ أسبوعين، بسبب هجمات روسية مستمرة.
وفاة 77 مدنيًا
من جانبه قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن الضربات الروسية التي بدأت في أكتوبر على البنية التحتية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل 77 مدنيًا، ومعاناة الملايين، من ظروف معيشية وصفها بـ"المروعة"، لافتًا إلى أن ما يحدث يُعدُّ خرقًا للقانون الإنساني الدولي، وأن كل موقع يتم استهدافه، يجب أن يكون له سبب عسكري واضح.