الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نقيب الفنانين الأردنيين: أطمح في مشروع ثقافي عربي موحد.. وأثق في السينمائيين الجُدد

  • مشاركة :
post-title
نقيب الفنانين بالأردن محمد العبادي

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

◄| الفنان سفير لوطنه وممثل لضمير الأمة ويجب الحفاظ عليه
◄| الأردن يشهد نهضة مسرحية رغم التراجع.. و"جرش" من أعرق المهرجانات العالمية
◄| الإنتاج الدرامي التليفزيوني الأردني غير كافٍ.. وجغرافيا الممكلة تجعلها وجهة المنتجين

يضع نقيب الفنانين الأردنيين محمد العبادي، نصب عينيه، الارتقاء بالمشهد الثقافي العربي، وليس الأردني فقط، منذ أن تولى مهام منصبه، لكنه ينطلق أولًا من الترتيب الداخلي بالنقابة، وتنظيم المهنة، ثم ترجمة دور الفن على أرض الواقع، وأن يكون للقوة الناعمة دورًا مؤثرًا في مختلف مناحي الحياة، حسبما أكد في حواره لـ"القاهرة الإخبارية"، الذي تطرق فيه إلى رؤيته للمشهد المسرحي والتليفزيوني والسينمائي بالأردن، والمشكلات التي تواجهه، مشددًا على ثقته في الجيل الجديد من السينمائيين.

"طموحنا كبير فيما يخص نقابة الفنانين الأردنيين، ونأمل أن نكون قدمنا بعض الشيء في الترتيب الداخلي، ومن ثم محاولة العمل على تطبيق قانون نقابة الفنانين رقم 9 لعام 1997 كقانون سيادي مضاف إلى قوانين الدولة الأردنية"، بهذه الكلمات بدأ العبادي حواره مؤكدًا على أن دور النقابة كبير وأنه يعمل مع مجلسها بجِد لتنظيم المهنة، وترجمة دور الفن بالمجتمع، والارتقاء بذائقة الوجدان الشعبي، قائلًا إن الفنان يعد سفيرًا لوطنه وممثلًا لضمير الأمة، لافتًا إلى أن الطموح أكبر من ذلك بكثير ويشمل التعاون على صعيد النقابات العربية.

هذا الطموح يواجه العديد من التحديات والعقبات، منها داخلية التي تتعلق بالأمن الجماعي والاجتماعي للفنانين وعائلاتهم، وأيضًا التعامل مع مشكلات تتعلق بتطبيق القوانين بحذافيرها، وتنظيم المهنة، وعلاج الفوضى في المشهد الفني، ليظهر بصورة لائقة بعيدًا عن الدخلاء والمتطفلين، حسبما أكد نقيب الفنانين الأردنيين، الذي أشار أيضًا إلى أن المشكلة الرئيسية تتمثل في محاولة ترجمة دور الفنان واقعيًا، وأن يكون هناك مشروع بين النقابة والجهات المعنية لدعم الثقافة والفنون، موضحًا أنه مشروع تراكمي لا يقف عند نقيب أو مجلس نقابة بعينه.

ويرى العبادي أن الأزمات والتحديات التي تواجه الفنان الأردني هي نفسها التي تواجه الفنان العربي، ويوجد أكثر من تحدٍ، منها ظروف الأمة العربية بشكل عام وما مرت به في الفترة الأخيرة، والأحداث التي شهدتها المنطقة منذ عدة سنوات، مؤكدًا أن صناع القرار في العالم العربي يجب أن يطرحوا مزيدًا من الثقة في دور القوة الناعمة وتأثيرها الواسع.

وعن تعاون النقابة الأردنية مع نظيراتها العربية، قال "العبادي": "لدي طموح في وجود مشروع وحدوي نهضوي ثقافي عربي، تتبناه كل النقابات العربية، وأسعى إلى تواصل أكبر بين النقابات العربية من أجل تحقيق مشروعنا الثقافي الفني، ولا أنكر أن هناك تعاونًا بينها لكن نأمل زيادته، من خلال أعمال مشتركة، لأن المشهد الثقافي العربي واحد".

أما عن المشهد المسرحي في الأردن، فأكد "العبادي" أن هناك نهضة مسرحية أردنية، إذ تشهد البلاد نحو 6 مهرجانات مسرحية، بالإضافة إلى التنوع بين مسارح للكبار وللشباب والأطفال، وهذا على الصعيد الرسمي، أما على الصعيد الشعبي، فهناك مجموعة كبيرة من الفرق المسرحية الأردنية، كل منها تقيم مهرجانًا، تستضيف فيه ضيوفًا عربًا وأجانب، مضيفًا: "المسرح في الأردن بخير".

ولا ينكر "العبادي" أن المسرح بشكل عام في العالم العربي تراجع لظروف عدة منها جائحة كورونا، التي كان لها تأثير مباشر على الحركة الفنية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص، ولكن الروح تعود إلى الأردن، الذي ينافس بعروضه في مهرجانات عدة.

نقيب الفنانين بالأردن محمد العبادي

لكن الإنتاج الدرامي التليفزيوني الأردني غير كافٍ، كما يصفه العبادي، مشيرًا إلى أنه شهد تراجعًا، إذ إن قطاع تليفزيون الأردن ينتج في العام مسلسلًا أو اثنين فقط، إضافة إلى بعض الإنتاجات الخاصة، مشددًا على أن جغرافيا الأردن وطبيعته الرائعة تجعله وجهة للمنتجين العرب والأجانب لتصوير العديد من الأعمال الفنية، مضيفًا: "أتمنى في المرحلة المقبلة أن يكون هناك إنتاج درامي كثيف ليس فقط بالكم وإنما بالكيف، ليظهر الوجه الجميل للدراما الأردنية".

ورغم قلة الإنتاج السينمائي، لدى الأردن العديد من الأفلام السينمائية ذات السمعة الطيبة وشاركت في مهرجانات سينمائية عدة، ونالت جوائز أيضًا، الأمر الذي يرجعه العبادي إلى جهود الهيئة الملكية للأفلام، قائلًا: هي هيئة كبيرة وذات موازنة عالية وتستقطب الآن من كل العالم أعمالًا سينمائية تصور في الأردن، وهناك دعم من كل المؤسسات المعنية بالثقافة والفنون".

وعن عدم تحقيق هذه الإنتاجات النجاح التجاري والمادي بنفس نجاحها النقدي، قال نقيب الفنانين الأردنيين: "هدفنا ليس تجاريًا بالدرجة الأولى، لكن معنوي يتمثل في أن تكون لدينا سينما مميزة لأنها لا تزال وليدة".

ويضع العبادي ثقته في الجيل الجديد من السينمائيين الأردنيين إذ يصفه بأنه "جيل واعد"، ويتمتع بثقافة ووعي وقدرة أيضًا على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، لأنه بلا شك جزء من أسباب النجاح، كما أنه يتمتع بالاهتمام الرسمي والشعبي، موضحًا: "متفائل بهذا الجيل لتقديم أعمال تليق بالثقافة والفن العربي والمسيرة الثقافية الفنية العربية والأردنية".

وعن المشكلات التي واجهت الفنان محمد العبادي، قال: "لست نقيبًا للمرة الأولى، ولكني نقيب سابق، حاولنا من خلال مجلس النقابة تقديم حلول لكثير من المشكلات التي تواجه الفن وصُناعه، منها توفير معيشة محترمة للفنان، وحمايته من استغلال المنتجين، وتحسين الوضع المادي والفني للعاملين بالمهنة، لأن وجود فنان ذي موهبة أمر ليس سهلًا لذا يجب الحفاظ عليه".

المشهد الثقافي والفني في الأردن يتزين بالعديد من المهرجانات الفنية، وحول ذلك قال: "الحقيقة سواء من سبقني من النقباء أو من سيلحق بي، نحن جزء لا يتجزأ من المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية التي تُقام على أرض الأردن، إذ من مهام النقابة رعايتها والإشراف عليها، ونتبنى كل الفعاليات الثقافية والفنية".

ويعد مهرجان جرش من أعرق المهرجانات الفنية العربية والعالمية، كما يصفه "العبادي"، موضحًا: "تكمن أهميته في تاريخه الممتد منذ نحو 4 عقود، كما أنه يقام في مدينة جرش الأثرية، والمتميزة بالمسارح الرومانية، فضلًا عن أن فعالياته تمتد إلى نحو 32 مسرحًا بالأردن، ويعمل في المهرجان عدد كبير من الفنانين، فهو مهرجان كبير وعريق وذائع الصيت".

وأضاف العبادي: "حلّت مصر ضيفة شرف الدورة الماضية للمرة الأولى، وأشكر الفنانين المصريين على هذه المشاركة المميزة التي أضاءت الدورة الـ37".

في سجل "العبادي" العديد من الأعمال الفنية التي تولى مهمة إخراجها، لكن الدور النقابي جاء على حساب الوجود الفني، وعن ذلك قال: "هناك الكثير من العمل الإداري الذي يؤثر على العمل المهني، بمعنى أنني كمخرج تلفزيوني عندما أريد أن أخرج عملًا، أكون بحاجة إلى وقت طويل لأتفرغ له، الأمر الذي لا يتوفر لدي، لذا يتأثر كثيرًا الجانب الإبداعي".