قالت مجلة "إيكونومست" البريطانية، إن هجوم المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال كان مفاجئًا، خاصة أن هذا التوغل، الذي تم باستخدام مجموعة متنوعة من التكتيكات، كان من المفترض أن يستغرق أشهر على الأقل من التدريب والتخطيط وشراء الأسلحة والمعدات، علاوة على أن المراقبة الإسرائيلية لقطاع غزة المحاصر مكثفة، وجميع الاتصالات الهاتفية والإنترنت في غزة موجودة على البنية التحتية الإسرائيلية، وبالتالي مراقبة.
فشل مزدوج
وتابعت المجلة البريطانية أن ما حدث ليس مجرد فشل في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها، من جانب قوات الاحتلال، بل هو فشل مفاهيمي أيضًا، وخلال السنوات الأخيرة، كان الافتراض العملي للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية هو أن القوى المهيمنة داخل قيادة حماس في غزة قررت الامتناع عن مواجهة واسعة النطاق مع إسرائيل والتركيز على تعزيز حكمها في القطاع، ونوّهت إلى أن الهجوم الناجح يأتي بعد يوم من حرب أكتوبر عام 1973.
تداعيات الهجوم
وأوضحت "إيكونومست" أن تداعيات الهجوم ستكون وخيمة على إسرائيل، وقد تشوهت قوة ردعها العسكري بسبب مشاهد المقاتلين الفلسطينيين وهم يتجولون بحرية عبر المستوطنات الإسرائيلية ومنها مستوطنة سديروت، وسيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة للجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى مثل حزب الله.
الداخل الإسرائيلي
داخل إسرائيل، سيثير هذا تساؤلات جدية حول قيادة نتنياهو بعد تسعة أشهر مضطربة منذ عودته إلى منصبه، حاولت خلالها حكومته اليمينية المتشددة الدفع ببرنامج إصلاح دستوري مثير للجدل بشدة، وسيحاول أنصار نتنياهو إلقاء اللوم على فشل الاستخبارات، والعديد من أعضائها هم ضباط احتياط نشطوا في الحركة الاحتجاجية ضد الحكومة في الأشهر الأخيرة ودعوا زملاءهم من جنود الاحتياط إلى عدم الحضور للخدمة، وبينما يستمر القتال، امتنع معارضو نتنياهو عن انتقاده، لكنهم لن يظلوا صامتين إلى الأبد دون انتقاده.