تشهد الحدود بين العراق وإيران، انتشارا عسكريا لقوات البلدين، بعد أن قصفت طهران، بصواريخ ومسيرات انتحارية، مواقع الحزب الديمقراطي الكردستاني، شمالي بغداد.
فقد أعلنت الحكومتان العراقية والإيرانية، تعزيز التواجد العسكري على الحدود بين البلدين، بعد أن نفذ الحرس الثوري الإيراني، الأحد الماضي ضربات صاروخية وبطائرات دون طيار، استهدفت فصائل مسلحة للمعارضة الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، أسفرت عن مصرع شخص وإصابة 8 آخرين.
وبدأت الحكومة العراقية نشر قوات إضافية على الحدود مع تركيا وإيران، لوقف "الخروقات" الصادرة من البلدين. وعقد المجلس الوزاري للأمن الوطني، يوم الأربعاء، اجتماعا برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد السوداني، وحضور عدد من قادة المؤسسة العسكرية، لبحث القصفين التركي والإيراني على إقليم كردستان.
ووفق بيان صدر عن المجلس، تقرر وضع خطة لإعادة نشر قوات الحدود العراقية لمسك الخط الصفري على طول الحدود مع إيران وتركيا، وتأمين جميع متطلبات الدعم اللوجستي لقيادة قوات الحدود، مع تعزيز القدرات البشرية والأموال اللازمة وإسنادها بالمعدات وغيرها، بما يمكنها من إنجاز مهامها.
كما تم الاتفاق على تعزيز قوات حرس الحدود بالموارد البشرية التابعة لوزارة الداخلية، وشدد البيان على أهمية التنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق ووزارة البشمركة، بهدف توحيد الجهد الوطني لحماية الحدود العراقية.
القرار العسكري العراقي يهدف إلى التهدئة مع إيران
وقال المتحدث باسم الجيش العراقي، يحيى رسول، إن القوات التي ستنتشر على الحدود مع دول الجوار هدفها السيطرة على الخط الصفري الفاصل بين العراق وتركيا وإيران من خلال إعادة الانتشار وتعزيزها بحراسة حدودية. وأضاف رسول هذه القوات ستسيطر على الحدود وتمنع أي عمليات تسلل وتأمين المناطق الحدودية العراقية.
وأكد رسول أن القرار العسكري العراقي سيدفع إلى "التهدئة" مع الجارتين إيران وتركيا، خاصة في ظل وجود علاقات وجهود دبلوماسية جيدة وكبيرة مع هاتين الدولتين لمنع الاعتداءات على الأراضي العراقية.
واستبعد رسول أن يدفع هذا القرار لحدوث مواجهات مع إيران وتركيا، خاصة وأن القوات العراقية ستبذل جهودها لضبط الحدود وحماية الأراضي العراقية، ومنع أي عناصر من استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على أي من دول الجوار.
أول انتشار لقوات من الجيش العراقي داخل إقليم كردستان بعد عام 2003
وقد كشف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث السورجي، أمس الخميس، عن اتفاق على نشر قوات الجيش العراقي مع البشمركة على الشريط الحدودي مع تركيا وإيران، مبينا أن الاتفاق سينهي أزمة أمنية كبيرة على الحدود.
وقال السورجي إن اجتماعًا ضم قيادات أمنية عراقية مع قوات البيشمركة انتهى بالاتفاق على نشر وحدات من الجيش العراقي معززة بوحدات من البيشمركة على الشريط الحدودي الساخن مع تركيا وإيران. وأضاف أن الاتفاق مهم للغاية ويسهم في استقرار الأوضاع داخل إقليم كردستان. ويعد هذا الاتفاق الأمني هو الأول لنشر قوات من الجيش العراقي داخل إقليم كردستان بعد عام 2003.
إيران أرسلت تعزيزات عسكرية على حدودها مع العراق
وتزامنا مع الإجراءات العراقية، أرسلت إيران تعزيزات عسكرية على حدودها مع بغداد، إذ أعلن قائد القوات البرية في الحرس الثوري الجنرال محمد باكبور، اليوم الجمعة، إرسال وحدات مدرعة وقوات خاصة إلى مناطق كردية بهدف منع تسلّل إرهابيين" من العراق المجاور.
وقال الجنرال محمد باكبور إن بعض الوحدات المدرعة والقوات الخاصة التابعة للقوات البرية تتجه حاليا إلى المحافظات الحدودية في غرب وشمال غرب البلاد، وفق ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإخبارية الإيرانية.
وأضاف أن الإجراء الذي تقوم به القوة البرية للحرس الثوري يقوم على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود ومنع تسلل الجماعات الإرهابية التابعة للجماعات الانفصالية المتمركزة في إقليم شمال العراق.
وتتواجد مجموعات كردية إيرانية تتهمها طهران بشن هجمات على أرضيها، في العراق منذ الثمانينيات. ويقول مراقبون إن هذه المجموعات أوقفت تقريبا كل أنشطتها العسكرية، لكن السلطات الإيرانية تتهمها بإثارة الاضطرابات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني، بعد أن أوقفتها شرطة الأخلاق.
وبررت طهران، أمس الخميس، قصفها الأخير لمواقع تابعة للمجموعات الكردية في كردستان العراق، مؤكدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أن لا "خيار آخر" لديها لحماية نفسها مما تصفهم بـ "جماعات إرهابية".
كما قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في تصريحات إن بلاده تأمل في عدم استخدام الأراضي العراقية لتهديد أمن إيران.. واتهم كنعاني الجماعات الكردية الإيرانية المعارضة بأنها تمد مثيري الشغب والمتمردين في إيران بالأسلحة عبر إقليم كردستان.