استعرضت مجلة "إيكونومست" البريطانية ما أسمته بـ"الخسائر السياسية" لقرار مجلس النواب الأمريكي، الإطاحة بكيفين مكارثي من منصب الرئيس من قبل النواب الجمهوريين، في سابقة تاريخية، وقالت المجلة إن هذه الخطوة قد تذكر بما قبل الثورة الأمريكية والتي حدثت بين عامي 1765 و1783.
وكان مجلس النواب الأمريكي قد شهد إزاحة رئيسه كيفن مكارثي، ما يُعَدُّ أول حادث من نوعه في تاريخ يمتد لـ 234 عامًا، حيث تمت إقالة رئيس المجلس بموجب اقتراح بالإخلاء، ولا تعد هذه الخطوة مجرد حدث في الحياة السياسية الأمريكية، بل هزة تاريخية تُشير إلى اضطرابات عميقة تعاني منها البلاد، وذلك بحسب وصف المجلة البريطانية.
تدهور أحوال الجمهوريين في النواب يهدد بالفوضى
وفي إطار الصراعات الداخلية المستمرة في الحزب الجمهوري، أظهرت إقالة مكارثي الفوضى التي يعيشها الحزب على مستوى القيادة، وذلك علاوة على الوعود المستمرة والالتزامات المتناقضة، التي أضافت تعقيدًا إضافيًا لقدرة الحزب على الحكم بكفاءة واستقرار.
تأرجح التعاملات بين الحزبين
مع إقالة مكارثي، أصبح التعاون الثنائي الجانب بين الأحزاب في مجلس النواب مهددًا بالتدهور، حيث ترى "إيكونومست" أن الفجوة والفراغ القيادي سوف يعيق عملية إبرام أي صفقات حيوية وهامة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ما قد يزيد من التوترات السياسية ويعزز الانقسام السياسي ما قد يعطل العمل داخل "النواب".
الأزمة الأوكرانية.. التقاعس يهدد مصداقية واشنطن
بينما يواجه الكونجرس النزاعات الداخلية، تبقى أوكرانيا في حالة من القلق، فالتأخير في تقديم الدعم المالي، وقانون التمويل المؤقت الذي استبعدت منه المساعدات المقدمة لكييف، يثير شكوكًا حول مصداقية الولايات المتحدة كحليف موثوق، ما قد يشجع القوى المنافسة للولايات المتحدة مثل روسيا، ويعرض مصداقية واشنطن للخطر كحليف يمكن الاعتماد عليه.
دعم الديمقراطية والحاجة لإصلاحات تشريعية
يواجه الكونجرس تحديات كبيرة في مواجهة النزاعات والخلافات الداخلية، حيث تحتاج البلاد إلى إصلاحات عاجلة، بما في ذلك إعادة النظر في الاتفاقيات التشريعية، مع إلغاء العقبات التي تمنع صدور قوانين أساسية، مثل المساعدات التي تقدم لدول مثل أوكرانيا، واقترحت المجلة البريطانية أن التوافق بين الجمهوريين والديمقراطيين، إن وجد سوف يمنع التأخيرات غير الضرورية، لأي مساعدات أمريكية، ويعزز مصداقية الولايات المتحدة، ما قد يعزز الاستقرار الدولي، بحسب وصف المجلة.