شهد العالم في الآونة الأخيرة سلسلة مدمرة من الزلازل التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، كان آخرها زلزال تركيا والمغرب وسوريا، ولمواجهة تلك الكوارث الطبيعية التي تهدد الوجود البشري، وفي إطار التطور التكنولوجي الذي يتنامى يومًا بعد يوم، نجحت جامعة برتغالية في ابتكار لعبة واقع افتراضي تُعيد تجسيد تجربة الزلزال وتُظهر كيفية التصرف الصحيح في مثل هذه الحالات، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي" البريطانية.
الواقع الافتراضي والزلازل
هناك عدة طرق يُمكن للواقع الافتراضي أن يُسهم فيها بمجال الزلازل، منها، التدريب والتوعية، إذ يُمكن للواقع الافتراضي أن يُقدم تجارب وهمية لحالات زلازل مُختلفة، ويُعلم المستخدمين كيفية التصرف بشكل صحيح قبل وفي أثناء وبعد حدوثها، على سبيل المثال، يُمكن للمستخدم أن يختبر كيفية إخلاء المباني بأمان، وكيفية استخدام المستلزمات المتوفرة لإسعاف المصابين، وكيفية التواصل مع فرق الإغاثة، وتساعد هذه التجارب على رفع مستوى الثقة والجهوزية لدى المستخدمين، وتقليل حالات الذعر والخطأ.
ثانيًا: التخطيط والتصميم، إذ يمكن للواقع الافتراضي أن يساعد المهندسين والمخططين في تصميم المباني والبنية التحتية بطريقة تقاوم الزلازل، وتحمي سلامة السكان. على سبيل المثال، يمكن للمهندس أن يختبر مدى تأثر مبنى معين بقوة زلزال محددة، ويقوم بتعديل العوامل المؤثرة مثل المواد أو الشكل أو الأساس، كما يمكن للمخطط أن يراعي موقع المباني والطرق والجسور والمرافق العامة بحيث تكون آمنة وسهلة الوصول في حالات الطوارئ.
ثالثًا: التقييم والإعادة الإعمار، إذ يمكن للواقع الافتراضي أن يساعد في تقييم حجم الأضرار التي لحقت بالمباني والبنية التحتية جراء الزلازل، وتحديد أولويات الإصلاح والإعادة الإعمار. على سبيل المثال، يمكن للخبراء أن يستخدموا صور الأقمار الصناعية أو طائرات دون طيار لإنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد للمناطق المتضررة، ويستعرضوها بواسطة الواقع الافتراضي. وتسهل هذه الطريقة على الخبراء رؤية التفاصيل الدقيقة، وتجنب المخاطر المحتملة، واتخاذ قرارات مدروسة.