الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الـ"فوسفين" كلمة السر.. اكتشاف حياة خارج كوكب الأرض أصبح مسألة وقت

  • مشاركة :
post-title
صورة أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

هل نحن وحدنا في هذا الكون الفسيح؟.. سؤال يثير فضول وخيال البشر منذ زمن بعيد، ومع تطور التكنولوجيا والعلم، أصبح بإمكاننا استكشاف الفضاء بطرق جديدة ومبتكرة، والبحث عن علامات على وجود حياة في كواكب أخرى.

تلسكوب جيمس ويب: نافذة على الكواكب البعيدة

أحد أهم المشاريع التي تساهم في البحث عن الحياة في الكون هو "تلسكوب جيمس ويب" الفضائي، وهو تلسكوب ضخم يعمل بالأشعة تحت الحمراء، الذي أطلقته وكالة "ناسا" في ديسمبر 2021، ويستطيع هذا التلسكوب تحليل ضوء النجوم المار من خلال غلافات جوية للكواكب التي تدور حولها، والتعرف على المواد الكيميائية الموجودة فيها، وهذه المواد قد تشير إلى إمكانية وجود حياة على هذه الكواكب، خصوصًا إذا كانت تشمل الماء أو الأكسجين أو الميثان، بحسب "بي.بي.سي".

وفي سبتمبر الماضي، أعلن فريق من علماء جامعة كامبريدج عن اكتشاف إشارة محتملة لغاز يسمى فوسفين في غلاف جوي لكوكب اسمه "K2-18b"، وهو كوكب صخري أكبر بثمانية مرات من حجم الأرض، يقع في "المنطقة المعتدلة" حول نجم قزم بارد.

ويعد هذا الغاز مؤشًرا قويًا للحياة على كوكب الأرض، إذ تنتجه بعض أنواع البكتيريا التي تعيش في المياه، أو في بيئات خالية من الأكسجين، لذلك قد يدل اكتشافه على وجود كائنات بحرية التي تعيش بها تلك الأنواع من البكتيريا مشابهة على كوكب K2-18b.

لكن هذه الإشارة لم تتأكد بعد، فقد تكون ناتجة عن خطأ في قراءة التلسكوب أو عن تفسير خاطئ للبيانات. لذلك، يخطط الفريق لإجراء مزيد من الملاحظات والتحاليل للتأكد من صحة هذه الإشارة، أو لاستبعادها.

ويقول البروفيسور نيكو مادهوسودان، قائد الدراسة، إنه إذا تم تأكيد هذه الإشارة "فإن ذلك سيغير بشكل جذري الطريقة التي نفكر بها في البحث عن الحياة". وأضاف، "إذا وجدنا علامات الحياة على الكوكب الأول الذي نقوم بدراسته، فإن ذلك سيزيد من احتمال أن تكون الحياة شائعة في الكون".

مهمات إلى كوكب المشتري

بعض العلماء لا يبحثون عن الحياة في كواكب بعيدة، بل في كواكب أقرب إلينا، وتحديدًا في نظامنا الشمسي. ومن بين هذه الكواكب، يبرز كوكب المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، والذي يمتلك أربعة أقمار جليدية كبيرة هي، غانيميد وأوروبا وكالستو وإيو. يعتقد أن هذه الأقمار تحتوي على محيطات مائية تحت طبقاتها الجليدية، التي قد تكون ملائمة للحياة.

وللاستكشاف أكثر عن هذه الأقمار، تخطط "ناسا" والوكالة الأوروبية للفضاء لإطلاق مهمتين فضائيتين، المهمة الأولى هي مهمة "جوبتر آيس مون إكسبلورر"، التي ستدور حول كوكب المشتري لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، وستدرس ثلاثة من أقماره، جانيميد وأوروبا وكالستو. المهمة الثانية هي مهمة "يوروبا كليبر"، التي ستدور حول قمر أوروبا لمدة عام واحد، وستستخدم رادارًا لفحص سطحه وغلافه الجوي.

وقال البروفسور دافيد راثيرفورد، من جامعة لستر، إن هذه المهمة ستساعد في فهم "الظروف التي تسود في المحيطات تحت سطح هذه الأقمار". ويرى، أن قمر غانيميد هو المرشح الأقوى للعثور على حياة في نظام المشتري، لأنه يمتلك مجالًا مغناطسيًا خاصًا به، يحميه من التأثيرات المؤذية للإشعاعات.