يعود المخرج مارتن سكورسيزي، في فيلمه الجديد Killers of the Flower Moon إلى عشرينات القرن الماضي، ليحكي قصة تاريخية حقيقية، عن قبيلة أوسيدج في الغرب الأوسط من السهول الكبرى بالولايات المتحدة الأمريكية وتعرض شعبها للقتل على أيدي جماعات شريرة من أطياف المجتمع الأمريكي، طمعًا في ثروات القبيلة التي كانت تعد من أغنى المجتمعات في العالم، لأنها كانت تعيش فوق أرضٍ مليئة بالثروات الطبيعية.
يستند العمل إلى كتاب ديفيد جران الأكثر مبيعًا Killers of the Flower Moon: The Osage Murders and the Birth of the FBI، وحول أهمية السرد السينمائي لهذه المجزرة التاريخية، قال "سكورسيزي" لصحيفة "هوليوود ريبورترز": إنها قصة رائعة، وأعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لمحاولة التعامل مع الموضوع، وأننا محظوظين لأنه تم إصداره في هذا الوقت.
وتابع المخرج الحائز على جائزة الأوسكار: "الأمر هو أن هناك أشياء معينة حول تاريخنا، وعن أنفسنا كبشر، لن تختفي حتى إذا حاولنا فعل ذلك، لذا يجب أن نتحدث عنها ونظهرها".
وتدور القصة حول التعامل مع جزء من الماضي تم محوه لفترة طويلة للغاية، حسبما أكد المؤلف ديفيد جران، قائلًا: "الأمر بشكل أساسي بما يحدث عندما يندمج الجشع مع التعدي على إنسانية شعب آخر، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك، وما أدى إليه في هذه الحالة هو جرائم إبادة جماعية".
زار المؤلف متحف قبيلة أوسيدج عام 2012، ولاحظ صورة على الحائط لأعضاء من القبيلة جنبًا إلى جنب مع المستوطنين البيض، لكن جزءًا منها كان مفقودًا، وعندما سأل مديرة المتحف آنذاك، كاثرين ريد كورن، عما حدث للجزء الآخر من الصورة، أخبرته أنها تحتوي على شخصية مخيفة للغاية لدرجة أنها قررت إزالتها.
قال جران: "الكثير من الناس -بمن فيهم أنا- لم يعلموا قط عن هذا التاريخ، لذا سيساعد هذا الفيلم في تسليط الضوء على جزء منه والبدء في ملء بعض الفراغ".
وأوضح الروائي أنه شعر أن كتابه كان في أيدٍ أمينة مع سكورسيزي وليوناردو دي كابريو وليلى جلادستون وروبرت دي نيرو وبقية طاقم العمل، لأنهم جميعًا تفانوا بشدة للقصة، وأرادوا معرفة كل شيء عنها.
تابع: "لقد كانوا مصممين أيضًا على العمل بشكل وثيق مع قبيلة أوسيدج على كل المستويات، والتصوير في الموقع في أوكلاهوما، والتشاور مع العديد من الأشخاص لتصوير الثقافة بأكبر قدر ممكن من الدقة".
ومن المقرر أن يصدر فيلم "قتلة زهرة القمر" Killers of the Flower Moon في دور العرض العالمية يوم 20 أكتوبر الجاري.