أزمة تلو الأخرى تواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان آخرها تجدد مساعي سكان جزيرة كورسيكا للاستقلال، وأمام تلك الضغوط تريد باريس أن تمنح الجزيرة المزيد من الحرية من خلال الحكم الذاتي.
وقال الرئيس الفرنسي، أمام برلمان كورسيكا في أجاكسيو: "دعونا نتحلى بالجرأة لإنشاء حكم ذاتي لكورسيكا، وينبغي التوصل إلى اتفاق في غضون 6 أشهر"، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
ويرى ماكرون أن اقتراحه يمثل تغييرًا أساسيًا في العلاقة بين الجزيرة والدولة الفرنسية، في ظل توتر دائم للأجواء بين الجزيرة وباريس لعقود من الزمن، وسط رغبة الانفصاليين بكورسيكا في مزيد من الاستقلال.
وفي مارس الماضي، شهدت جزيرة كورسيكا التابعة لفرنسا احتجاجات اجتماعية واضطرابات كبيرة، تحولت إلى أعمال عنف وتخريب ونهب، مع مطالب بالاستقلال عن الجمهورية الفرنسية.
ويتمتع القوميون المعتدلون الآن بأغلبية في البرلمان الإقليمي ويطالبون بالحكم الذاتي، وفي الآونة الأخيرة تجدد الصراع بعد أن توفى القومي الكورسيكي إيفان كولونا في السجن بعد تعرضه لهجوم، وتم سجنه بتهمة قتل مسؤول الإدارة المحلية كلود إرينياك عام 1998، ثم اندلعت احتجاجات عنيفة في كورسيكا، أمضت الحكومة أشهرًا في التفاوض على علاقة جديدة مع ممثلي الجزيرة.
ويريد ماكرون الآن ترسيخ السمات الخاصة لكورسيكا، مثل لغتها التي يتحدثها سكان الجزيرة إلى جانب الفرنسية، في الدستور الفرنسي، وهو مطلب أساسي للقوميين الكورسيكيين، بالإضافة إلى ذلك ينبغي منح المؤسسات السياسية المحلية المزيد من الصلاحيات.
وتقع كورسيكا قبالة خليج جنوة على بعد 14 كيلومترًا بين جنوب شرق فرنسا وشمال غرب إيطاليا، وتُشكل إقليمين إداريين من فرنسا، وتبلغ مساحتها 8680 كيلومترًا مربعًا، وتشغل الجبال ثلثي مساحتها.
وتعد مدينة أجاسيو عاصمة الجزيرة، أكبر مدنها وتقع في الجانب الغربي منها، وفيها الكثير من الأماكن التاريخية والأثرية والمتاحف والمحميات الطبيعية.