للوهلة الأولى يبدو أن وصول أول دبابات قتالية رئيسية أمريكية من طراز "أبرامز" إلى أوكرانيا قبل موعدها المحدد، يوفر إمدادات تشتد حاجة كييف إليها لتحفيز هجومها المضاد "بطيء الحركة" بحسب التقارير، لكن تقديرات الخبراء والمحللين تفيد بأن "أبرامز" التي لديها تاريخ حافل في تدمير الدبابات السوفيتية لن تغير المشهد الاستراتيجي بشكل كبير في وقت قريب.
تغيير المشهد الاستراتيجي
نقل موقع "بريكنج ديفنس" عن اثنين من محللي الدفاع: "إن وصول دبابات أبرامز بمثابة بُشرى لكييف من شأنها أن تحرز بعض المكاسب، لكنها من غير المرجح أن تغير المشهد الاستراتيجي بشكل كبير في أي وقت قريب مقارنة بالدبابات القتالية الرئيسية الأخرى الموجودة بالفعل في الخدمة".
وبحسب التقديرات، من المحتمل ألا يكون لصواريخ أبرامز تأثير كبير على المعركة الحالية، على الأقل لحين اختراق خطوط الدفاع الروسة شديدة التحصين.
وبحسب هاميش دي بريتون جوردون، الخبير العسكري، فإن عمليات تسليم أبرامز إلى أوكرانيا أكثر أهمية من الناحية النفسية، خلال تصريحاته للموقع الأمريكي المتخصص في الشؤون التسليحية "بريكنج ديفنس".
وشدد "جوردون" على أن الدبابات وصلت في وقت حرج أصبح موقف روسيا في شبه جزيرة القرم أقل قابلية للاستمرار يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى الأحداث في سيفاستوبول، بما في ذلك تعرض الأسطول الروسي في البحر الأسود لخسائر في الغواصات والسفن.
تغيير قواعد اللعبة
وفي هذا الشأن، يرى يوهان ميشيل، محلل أبحاث الدفاع والتحليل العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن صواريخ أبرامز يجب أن تسمح بتعزيز بعض "المواقع" الأوكرانية وتساعد في إعادة تشكيل القوات"، منتقدًا التردد الذي أخر تسليم الدبابات الغربية إلى كييف، الذي كان من الممكن أن يكون له تأثير أكبر.
وقال إن الدبابات الغربية، بما في ذلك أبرامز، لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها "تغير قواعد اللعبة"، لافتًا إلى تفوق الصناعة الأمريكية والأوروبية على إنتاج الأسلحة الروسية، وقال إنه يجب إعطاء الأولوية للعتاد مثل ناقلات الجنود المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي والذخيرة عيار 155 ملم.
وأوضح الخبير العسكري أن أوكرانيا تواجه الكثير من الصعوبات في الوقت الحالي لأنها لا تملك تفوقًا جويًا، وعندما تحاول اختراق موقع شديد التحصين دون تفوق جوي يكون الأمر مؤلمًا ومكلفًا.
تدريب القوات الأوكرانية
ولم يكشف زيلينسكي عن عدد مركبات أبرامز التي وصلت إلى أوكرانيا، لكن الولايات المتحدة التزمت بتزويدها بـ31 مركبة.
وقال مكتب وزير الدفاع، إن عمليات التسليم هي "الدفعة الأولى"، وفي الوقت نفسه دربت الولايات المتحدة أطقم الدبابات الأوكرانية في ألمانيا.
ومن المرجح أن تكون أوكرانيا حذرة بشأن كيفية استخدام صواريخ أبرامز، حسبما قال مسؤول أوكراني كبير لموقع "ذا درايف".
ورغم أن "أبرامز" تفتخر بسجل حافل في هزيمة المدرعات السوفيتية الصنع مع حماية طاقمها المكون من أربعة أفراد، قال كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، إن الدبابات مصممة لتنفيذ عمليات محددة للغاية، مؤكدًا أنه إذا تم استخدامها في ساحة المعركة، فلن تصمد طويلًا، في إشارة إلى سهولة استهدافها.
معضلات تهدد "أبرامز"
وفي حين أن أبرامز هي دبابة قتال رئيسية قوية، إلا أنها من المحتمل أن تكون عُرضة لبعض التهديدات نفسها التي دمرت بعض دبابات ليوباردز وتشالنجرز الجديدة في أوكرانيا، الأشهر الأخيرة، مثل الألغام المضادة للدبابات والصواريخ والمدفعية والطائرات دون طيار.
و"أبرامز" مُصممة في الأصل لجنود الاحتياط الأمريكيين، وهي سهلة الاستخدام، ومفيدة بشكل خاص للقوات الأوكرانية التي لديها وقت تدريب محدود، إذ يحتاج المشغلون إلى فهم "زوجين من الأزرار" لإطلاق المدفع الرئيسي للمركبة عيار 120 ملم وتولي القيادة.
ويُذكر أن الولايات المتحدة باعت الدبابة إلى أستراليا ومصر والعراق والمغرب والكويت والمملكة العربية السعودية، وفقًا لمركز دعم الاستحواذ التابع للجيش الأمريكي.
توعد روسي بحرق الدبابات
جاء الوعد بتسليم دبابات أبرامز أمريكية الصنع إلى أوكرانيا في أعقاب خطط من المملكة المتحدة وألمانيا وشركاء أوروبيين آخرين لتزويد أوكرانيا بدبابات تشالنجر وليوبارد.
بدوره، قال الكرملين، الثلاثاء، إن دبابات أبرامز الأمريكية التي زودت بها أوكرانيا لن تغير نتيجة هجومها و"سوف تحترق"، بعد أن تلقت كييف شحنات من المركبات لاختراق الخطوط الدفاعية شديدة التحصين.
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مؤتمر صحفي: "كل هذا لا يمكن أن يؤثر بأي حال من الأحوال على جوهر العملية العسكرية الخاصة ونتائجها".
وأضاف "لا يوجد علاج سحري، ولا يوجد سلاح واحد يمكنه تغيير ميزان القوى في ساحة المعركة"، مؤكدًا أن تلك الدبابات "ستحترق".