تعمل القوات الروسية على بناء خط سكة حديد جديد، سيربط المدن الأوكرانية ماريوبول وفولنوفاخا ودونيتسك، بجنوب روسيا، وذلك حسب ما نقلت شبكة "سي. إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول أوكراني.
ومدينة ماريوبول الساحلية المطلة على بحر آزوف، تقع في منطقة دونيتسك في أوكرانيا، وتخضع للسيطرة الروسية المباشرة منذ مايو 2022.
وقال بيترو أندريوشينكو، مستشار عمدة ماريوبول المنفي، إن الروس "بدأوا في بناء جسر للسكك الحديدية بالقرب من قرية هرانيتني فوق نهر كالميوس. إذا نجح هذا، فسيسمح لخط ماريوبول-أسلانوف-كالتشيك- فولنوفاخا الحالي بالاتصال مباشرة بتاجانروج وروستوف أون دون».
وأضاف أندريوشينكو، إنه إذا اكتمل بناء خط السكة الحديد هذا، فإنه سيسمح لروسيا بنقل الإمدادات العسكرية والمدنية إلى الأراضي في جنوب أوكرانيا، دون الاعتماد على جسر القرم.
وتعرض الجسر، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، لهجمات متزايدة من قبل القوات الأوكرانية في الأشهر الأخيرة، أثناء محاولتها قطع خطوط الإمداد إلى شبه الجزيرة.
وتتبوأ شبه جزيرة القرم موقعًا متميزًا يمنحها أهمية استراتيجية قصوى حيث تمتد حدودها من البحر الأسود وبحر آزوف ومضيق كيرتش وامتلاكها مدخلًا لمضيقي البوسفور والدردنيل مرورًا ببحري مرمرة وإيجه وصولًا إلى البحر الأبيض المتوسط.
وتشن القوات الأوكرانية في الآونة الأخيرة، ضربات شبه يومية ضد القوات الروسية المتمركزة في شبه جزيرة القرم، التي تضم أسطول البحر الأسود، الذي يُعد رمزا رئيسيا للوجود العسكري الروسي في المنطقة منذ قرون.
وتعتمد كييف على الدعم الاستخباراتي الذي يمكنها من الهجوم على القرم، لأن الغرب وواشنطن يعلمان أن لتلك المنطقة أهمية جيوسياسية وتشكل أهمية استراتيجية واسعة بالنسبة لروسيا، فهي تعد بوابة موسكو الوحيدة نحو بلوغ المياه الدافئة على البحر الأسود.
وكثفت أوكرانيا الهجمات على القواعد العسكرية الروسية، وغيرها من المنشآت خلال شهر أغسطس الماضي، بما في ذلك الدفاعات الجوية في شبه جزيرة القرم؛ وقبل أيام، أعلنت روسيا إسقاط الدفاعات الجوية خمسة صواريخ من أصل 6 صواريخ أطلقتها أوكرانيا صوب سيفاستوبول، أحد أكبر مدن القرم والتي يتمركز بها أسطول البحر الأسود.
وتؤكد كييف التي تشن منذ مطلع يونيو هجوما مضادا لاستعادة مناطق سيطرت عليها موسكو، نيتها استعادة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.