أطباء لا يفضلون العمل في المستشفيات الحكومية في تركيا ولا توجد استجابة لإعلانات وزارة الصحة، أما الوظائف فلا تزال شاغرة.. هكذا وصف تقرير لصحيفة محلية الوضع بالمستشفيات الحكومية، إثر تزايد هجرة الأطباء إلى الخارج.
وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة "جمهوريت" التركية، أنه في الأشهر الثمانية الماضية، تقدم 1964 من العاملين في مجال الرعاية الصحية بطلبات للسفر إلى الخارج.
ونشرت وزارة الصحة التركية إعلانًا لتعيين 2669 طبيبًا اختصاصيًا، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري. ومع ذلك لم يتم تعيين سوى 39 متقدمًا.
تزايد طلبات العمل بالخارج
بينما تستمر هجرة الأطباء إلى الخارج في التزايد، أثار عدد طلبات التعيين التي أعلنت عنها وزارة الصحة التركية جدلًا، ورغم أن فخر الدين قوجة، وزير الصحة، صرح بأن عدد الحاصلين على شهادة "حسن السير والسلوك" انخفض، إلا أنه وفقًا لبيانات نقابة الأطباء التركية تقدم 1964 من العاملين في مجال الرعاية الصحية بطلب للحصول على "شهادة حسن السير والسلوك" للسفر إلى الخارج في الأشهر الثمانية الأولى من 2023.
ووفقًا للبيانات الخاصة بإجراءات القرعة للأطباء والصيادلة المدرجة في تقرير الوضع المالي للوزارة، فقد تم إجراء 39 تعيينًا فقط لكادر الأطباء التخصصي البالغ عددهم 2669 شخصًا في الفترة الأولى من عام 2023.
رفض الأطباء العودة للقطاع العام
ووفقًا للصحيفة، صرح كوبيلاي يالتشينكايا، رئيس فرع نقابة العاملين في مجال الصحة والخدمة الاجتماعية في أنقرة، بأن الأطباء ليسوا حريصين على العودة إلى القطاع العام.
وفي إشارة إلى أنه تم إجراء 11 تعيينًا للموظفين البالغ عددهم 102 شخصًا في قرعة إعادة التعيين لمن تتراوح أعمارهم بين 65 و72 عامًا، قال "يالشينكايا": إن "الوزارة ستحقق نفس النتيجة في قرعة التعيين بالفترة الثانية".
وأضاف "يالتشينكايا"، "أن استمرار هذا العجز سيؤدي إلى زيادة العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وذكر أنه في كلية الطب بجامعة حران بمدينة شانلي أورفا، انخفض عدد جراحي الأطفال من 4 في العام الماضي إلى واحد فقط هذا العام. وفي المدينة التي تشهد 75 ألف ولادة كل عام لم يتبق سوى 3 أطباء أطفال.
نقص شديد في جراحة المخ والأطفال
وأكد "يالتشينكايا" أن هناك نقصًا في الخبرة التخصصية بالتخصصات الفرعية في المستشفيات العامة بالمقاطعات، مشيرًا إلى أن هناك احتياجًا شديدًا للمتخصصين في جراحة المخ والأطفال".
وقال: "هناك نقص في كل شيء من جراحة الأعصاب إلى جراحة الأطفال"، وفي إشارة إلى أن هذا العدد المنخفض من الطلبات يدل على عدم تقديم الخدمات الصحية في العديد من المناطق بالمقاطعات المختلفة، أضاف "إذا لم يتم إعادة جذب الأطباء إلى البلاد مرة أخرى، فستستمر الهجرة إلى الخارج وسيصبح الوصول إلى الخدمات الصحية والأطباء صعبًا".