الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وفاة زعيم المافيا ميسينا دينارو.. معلومات مثيرة عن حياته وأبرز جرائمه

  • مشاركة :
post-title
لحظة القبض على زعيم المافيا الإيطالية ميسينا دينارو

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

توفي زعيم المافيا الإيطالية ميسينا دينارو، بعد فترة قصيرة من القبض عليه، وتحديدًا في يناير الماضي، بعد أن ظل هاربًا على مدى 30 عامًا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن وسائل الإعلام الإيطالية.

وكان ميسينا دينارو "61 عامًا"، يُعاني من مرض السرطان وقت إلقاء القبض عليه، وتدهورت حالته الصحية في الأسابيع الأخيرة، وتم نقله إلى المستشفى من سجن شديد الحراسة في إيطاليا.

"ميسينا دينارو"، كان أكثير زعماء العصابات المطلوبين في إيطاليا، وكان خليفة للقائدين التاريخيين الرئيسيين لمافيا صقلية "كوزا نوسترا"، توتو رينا وبرناردو بروفنزانو، اللذين توفيا في السجن عامي 2016 و2017.

كانت عملية القبض على زعيم المافيا مثيرة حقًا، حينما كان متوجها إلى مقهى خارج عيادة خاصة في صقلية، وعندها اقترب منه شرطي وسأله عن اسمه، فنظر إلى الأعلى وقال له "أنا ماتيو ميسينا دينارو"، وحتى تلك اللحظة، لم تكن قوات الأمن متأكدة من أن الواقف أمامهم هو بالفعل "زعيم كل زعماء المافيا"، الذي يبحثون عنه منذ 30 عامًا.

30 عامًا قضتها السلطات في البحث عن ميسينا دينارو، لم يكن معها سوى صورة رسمها له الكمبيوتر، ولكنها ظلت تبحث عن الرجل، الذي كان في قمة عصابة الجريمة المنظمة كوزا نوسترا، وأشرف على عمليات ابتزاز وتخلص من نفايات غير قانونية وغسل أموال واتجار بالمخدرات، كما أنه أدين غيابيًا في عام 2002 بارتكاب سلسلة من جرائم القتل، بحسب "سي إن إن".

وطوال تلك الفترة، لم يكن بإمكان المحققين، سوى الاعتماد على الكمبيوتر في تركيب الوجه ومقتطفات قصيرة من التسجيلات الصوتية لتحديد هويته، وأشارت التحقيقات إلى تواجده في أماكن امتدت من فنزويلا إلى هولندا، إلا أن عملية القبض عليه كانت في باليرمو، قلب موطنه صقلية.

وقالت "بي بي سي"، إن الكثيرين قالوا إن اعتقاله كان نتيجة بلاغ من شركاء ميسينا دينارو، الذين قرروا أن الزعيم المريض لم يعد مفيدًا لهم، إلا أن الشرطة رفضت فرضية الإبلاغ عنه، وقالت إنهم قاموا بدمج أساليب التحقيق في المدرسة القديمة مع التكنولوجيا الحديثة لتضييق نطاق المشتبه بهم.

جرائم رجل المافيا

وعن جرائم زعيم المافيا ميسينا دينارو، قال الصحفي أندريا بورجاتوري لـ"بي بي سي" إنه "كان الأب الروحي الأخير لجيل أكثر شراسة من رجال المافيا، كما أنه تفاخر -رجل العصابات- ذات مرة أنه يستطيع ملء مقبرة بضحاياه".

وأوضح أن دينارو، ارتكب بعضًا من أعنف وأقسى الجرائم التي يمكن أن تتذكرها إيطاليا، وتشمل "مقتل المدعين العامين المناهضين للمافيا جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو في عام 1992، تفجيرات عام 1993 في ميلانو وفلورنسا وروما والتي أدت إلى مقتل 10 أشخاص، اختطاف وقتل جوزيبي دي ماتيو، ابن أحد شهود المافيا الذين تحولوا للعمل مع السُلطات، والبالغ من العمر 11 عامًا، وقد تم احتجاز الصبي لمدة عامين قبل أن يقتل بإذابة جسده في حمض لمنع الأسرة من دفنه".

مَن هو ميسينا دينارو؟

هو زعيم مافيا "كوزا نوسترا" المعروفة، وتوفي عن عمر 61 عامًا، وأشرف على عمليات ابتزاز، وغسل أموال، وتهريب مخدرات لعصابة الجريمة المنظمة القوية "كوزا نوسترا".

وأشارت تقارير إلى أنه كان من حاشية توتو ريينا، زعيم عائلة كورليوني، الذي قبض عليه بعد 23 عامًا من الهروب عام 1993، وأطلق عليه لقب "ديابوليك" أي لص يستحيل الإمساك به، في سلسلة كتب تحمل اسم "يو سيكو".

واعتبرت الشرطة أن الإمساك به حيًا كنز، إذ يعتقد أنه آخر حَمَلة أسرار مافيا "كوزا نوسترا"، لما يحمله من معلومات عن الضالعين في الجرائم البارزة للمافيا، وفقًا لمدعين عامين ومخبرين.

ورغم أنه كان هاربًا منذ 1993، إلا أن هناك اعتقادًا بأنه كان لا يزال يصدر أوامر لمرؤوسيه من مواقع سرية مختلفة، وشكّل دينارو لسنوات رمزًا لعجز الدولة عن الوصول للقيادات في عصابات المافيا والجريمة المنظمة.