تسبب إعلان مشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في القداس الذي يقيمه البابا فرنسيس (بابا الفاتيكان) خلال زيارته مدينة مارسيليا (جنوبي فرنسا)، بإثارة غضب المعارضين الذين انتقدوا حضوره معتبرين ذلك تخطيًا منه وعدم اكتراث لكونه رئيس دولة علمانية، وبينما ردّ القصر الرئاسي بأنه الأمر يقتصر على حضوره وعدم مشاركته فيه، رأى معارضون أنه بذلك ينتهك مبادئ البلاد.
زيارة البابا فرنسيس
ووصل البابا فرنسيس إلى مارسيليا بعد ظهر اليوم الجمعة، في زيارة تستغرق يومين، مخصصة للبحر الأبيض المتوسط وتستهدف تناول أزمة الهجرة، وحطت طائرة الحبر الأعظم بعيد الساعة 16:00 (14:00 بتوقيت جرينتش) في مطار مارينيان، حيث استقبلته رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، قبل أن يتوجه إلى كاتدرائية نوتردام دو لا جارد، على مرتفعات ثاني أكبر مدينة في فرنسا.
وكان البابا أشار إلى أن اختار زيارة مارسيليا بالأخص، حيث تتعايش مجموعة واسعة من الطوائف والأديان، وذلك للتنديد بمأساة غرق سفن المهاجرين والدفاع عن قضيتهم.
وتأتي زيارته بعد أيام قليلة على وصول آلاف الأشخاص إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، الأمر الذي دفع الاتحاد الأوروبي إلى تبني خطة طوارئ لمساعدة روما على إدارة تدفقات الهجرة من شمال أفريقيا.
ماكرون في القداس
وبعدما أعلن قصر الإليزيه أن ماكرون قرر حضور القداس الذي يقيمه البابا فرنسيس خلال زيارته إلى مدينة مارسيليا في جنوب فرنسا، جاءت الانتقادات ولا سيما من صفوف اليسار الفرنسي.
واعتبر جان لوك ميلانشان زعيم اليسار الراديكالي أن ماكرون يدوس على مبادئ العلمانية، واعتبر أحد نواب الحركة أن الرئيس الفرنسي ينتهك العلمانية ومبادئها.
وأشار المعارضون لحضور الرئيس أنها ستكون المرة الأولى التي يحضر فيها رئيس فرنسي قداسًا للبابا منذ 43 عامًا، عندما حضر الرئيس الأسبق فاليري جيسكار ديستان قداس أقامه البابا جان بول الثاني عام 1980.
قانون العلمانية
وفي المقابل، ركزت الرئاسة الفرنسية في ردها على الفارق بين حضور القداس بالصفة الرسمية، والمشاركة فيه بالصفة الدينية. وقال القصر الرئاسي، في مؤتمر صحفي، أن "ماكرون" سيحضر القداس بصفته رئيسًا للدولة، ولكنه لن يشارك فيه أو في مراسم تناول القربان.
وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن قانون العلمانية لا يمنع الرئيس من التفاعل مع المناسبات الدينية، مشيرة إلى أن ماكرون حضر بالفعل احتفالات أخرى مثل عيد الفطر للمسلمين.
ومن جهته، قال ماكرون في تصريح له "إنني لا أحضر القداس باعتباري مسيحيًا كاثوليكيًا، وإنما رئيسًا للجمهورية الفرنسية، والتي هي جمهورية علمانية"، حسبما ذكرت "مونت كارلو".
وتوضح النصوص الخاصة بمنصب الرئيس، أنه منتخب وممثل لإدارة الدولة، ويخضع بالتالي لقاعدة الحياد، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل الدينية، ويحق له بالتالي حضور قداس البابا في إطار منصبه الرسمي، لأن الأمر يمثل، أيضًا مناسبة سياسية ودبلوماسية، ولكن لا يحق له الإشهار عن انتمائه الديني.