الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل كامنة واستعراض قوة أمريكي.. ماذا دار في اجتماع الأمم المتحدة؟

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي والأمين العام للأمم المتحدة

القاهرة الإخبارية - آلاء عوض

طغت سلسلة من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة مثل الحرب الروسية الأوكرانية على اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ79، الذي انطلق اليوم الثلاثاء، بحضور عدد كبير من قادة وزعماء العالم، وسيستمر لأسبوع، في محاولة لمساعدة السكان الأكثر فقرًا في العالم.

إطالة أمد الحرب

وحثَّ جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية على أن يظل العالم متحدًا في الدفاع عن أوكرانيا في حربها مع روسيا، محذرًا من تقسيمها، في تأكيد على رغبة واشنطن لإطالة أمد الحرب، بحسب صحيفة "أسوشيتد برس" للأنباء.

ودعا الرئيس الأمريكي زعماء العالم إلى عدم السماح بتناقص الدعم لأوكرانيا، قائلًا إن روسيا تعوّل على الدول التي سئمت من الصراع الطويل في كييف.

ويبدو أن خطاب الرئيس القوي بشأن أوكرانيا لا يستهدف الجمهور العالمي فحسب، بل يستهدف واشنطن، إذ تهدد التوجهات الانعزالية المتزايدة للحزب الجمهوري احتمالات نجاح الولايات المتحدة في تجديد التدفق المستمر للمساعدات الأمريكية إلى كييف، بحسب الوكالة.

مزيد من الدعم لأوكرانيا 

وخلال الاجتماع المنعقد في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، طلبت إدارة بايدن من الكونجرس إعطاء الضوء الأخضر لتقديم 24 مليار دولار إضافية من المساعدات الأمنية والإنسانية لأوكرانيا، لكن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب تجاهلوا هذا الطلب تقريبًا بينما يتدافع المشرعون لضمان استمرار تدفق التمويل الحكومي إلى ما بعد نهاية سبتمبر الجاري.

وعلى خطى دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق، لا يزال فصيل صريح من الجمهوريين في مجلس النواب يعارض بشدة تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا، حتى مع استمرار مشرعين آخرين من الحزب الجمهوري، في المقام الأول بمجلس الشيوخ، في الدعوة إلى دعم كييف لثني روسيا عن نشر هجماتها خارج حدود أوكرانيا.

وفي سياق متصل، دفع لويد أوستن، وزير الدفاع، قادة الدفاع الحلفاء في تصريحات بقاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا إلى توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا لمساعدة البلاد في شن هجمات واسعة النطاق على الأراضي الروسية، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

رسالة للصين في غياب رئيسها

وسعى الرئيس الأمريكي في خطابه إلى تخفيف التوترات مع الصين، في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تعزيز علاقاتها مع دول أخرى للحد من نفوذ بكين، قائلًا إن الشراكات التي تعززها واشنطن لا تهدف إلى احتواء أي دولة، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

ووفقًا للصحيفة، لا تزال واشنطن على أهبة الاستعداد ضد أي عدوان صيني في بحر الصين الجنوبي، بعد ما تسببت المطالبات الإقليمية المتنافسة في حدوث توتر بالمنطقة.

وفي المقابل، وتريد بكين أيضًا إعادة توحيد البر الرئيسي مع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وهو الهدف الذي يثير احتمال نشوب حرب أخرى.

وفي معرض حديثه عن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، قال "بايدن" :"نسعى إلى إدارة المنافسة بين بلدينا بشكل مسؤول حتى لا تتحول إلى صراع"، مؤكدًا أن تعزيز الشراكات الأمريكية من إفريقيا إلى منطقة المحيط الهادئ الهندية، لا تهدف إلى احتواء أي دولة، في إشارة واضحة إلى بكين.

وشدد بايدن على أن بكين وواشنطن بحاجة إلى التعاون في مجال المناخ، مشيرًا إلى الكوارث الطبيعية الأخيرة، وموجات الحر المدمرة والجفاف والفيضانات في جميع أنحاء العالم.

تذمر دبلوماسي من التناقض الأمريكي

ورغم تأكيده على المناخ كأولوية، لا يخطط بايدن لحضور قمة خاصة حول المناخ يستضيفها أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، غدًا الأربعاء، حيث يتم تشجيع الدول على تقديم أفكار ومقترحات جديدة حول كيفية خفض الانبعاثات بشكل أكبر.

وفي غضون ذلك، أثار غياب الرئيس الأمريكي عن قمة المناخ، وحضور جون كيري، المبعوث الأمريكي، بدلًا منه، تذمر دبلوماسيي العالم المشاركين في الاجتماع، بحسب "واشنطن بوست".

وفي خطابه الذي استمر 30 دقيقة، أكد بايدن مرارًا وتكرارًا على قيمة المؤسسات مثل الأمم المتحدة والتحالفات الدولية التي ساعدت العالم على مواجهة تحديات كبيرة مثل الفقر والمرض، فضلًا عن تكرار دفاعه عن الديمقراطية.

ترويج لولاية ثانية

كان المنتدى السنوي فرصة لبايدن ليُظهر لقادة العالم الآخرين، والناخبين الأمريكيين لعام 2024، أنه أعاد تأسيس قيادة الولايات المتحدة على الساحة العالمية التي يقول إنها تضاءلت في عهد "ترامب "، بحسب "أسوشيتد برس".

وبالنسبة لبايدن، قد يكون الجمهور الأكثر أهمية لخطاب اليوم الثلاثاء أقرب إلى منزله، حيث يتطلع إلى توضيح القضية للناخبين بأنه تعامل بمهارة مع أجندة السياسة الخارجية المعقدة وأن الخبرة تأتي مع تقدم العمر، وذلك لتعزيز فرصة الرئيس البالغ من العمر 80 عامًا لولاية جديدة، وسط شكوك حول كفاءته بسبب تقدمه في السن، حتى داخل حزبه الديمقراطي.

وفي وقت لاحق من اليوم، كان من المقرر أن يجتمع "بايدن" مع قادة مجموعة "دول آسيا الوسطى" التي تشمل كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، ومن المقرر أن يركز الاجتماع على الأمن الإقليمي والتجارة وتغير المناخ والإصلاحات الجارية لتحسين الحكم وقضايا أخرى.

احتمال نشوب الحرب

كان الرئيس الصيني، شي جين بينج، الغائب عن اجتماع الأمم المتحدة، كثّف مغازلته لتلك البلدان خلال القمة التي عقدها في شهر مايو الماضي مع زعماء آسيا الوسطى، ووعد ببناء المزيد من خطوط السكك الحديدية وغيرها من الروابط التجارية مع المنطقة واقترح التطوير المشترك لمصادر النفط والغاز.

ومع ذلك، أوضح جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين الأسبوع الماضي إن اجتماع بايدن مع هؤلاء القادة لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه محاولة لموازنة النفوذ الصيني في المنطقة.

وتتوخى واشنطن الحذر في مواجهة العدوان الصيني في بحر الصين الجنوبي، حيث تسببت المطالبات الإقليمية المتنافسة في حدوث توتر بالمنطقة، في ظل محاولات بكين إعادة توحيد البر الرئيسي مع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، وهو ما قد يثير احتمال نشوب حرب أخرى، بحسب التقديرات.

ومن المقرر أن يستضيف بايدن محادثات الخميس المقبل في البيت الأبيض مع فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، الذي يزور الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022.

وحظي العاهل الأردني الملك عبد الله، بتقدير بالغ في الاجتماع رفيع المستوى لمطالبته بتوضيح مصير ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي وكلاجئين في البلدان المجاورة بعد أكثر من سبعة عقود من الصراع، داعيًا إلى عودة حل الدولتين إلى قمة جدول الأعمال العالمي.