الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"فتيل تصعيد بالضفة ".. انفجاران في القدس ونابلس تودع طفلها المغدور

  • مشاركة :
post-title
قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط موقع الانفجار بالقدس المحتلة

القاهرة الإخبارية - سمر سليمان

فتيل تصعيد جديد ينذر بأيام صعبة على الضفة الغربية، حيث أُغلقت المعابر الحدودية والحواجز العسكرية في جنين، ورُفعت حالة التأهب في القدس المحتلة، واُعتقل ثلاثة فلسطينيين، على إثر انفجارين متتابعين استهدفا محطتين حافلات قرب مداخل القدس.

التصعيد الذي وصفته إسرائيل بأنه "هجوم إرهابي"، وباركته الفصائل الفلسطينية باعتباره "ردًا طبيعيًا" على ممارسات الاحتلال، يأتي بينما تُشيع محافظة نابلس جنازة طفل في السادسة عشر من عمره راح مغدورًا في قلبه برصاص الاحتلال الحي، بينما كان شاهدًا على مواجهات اندلعت بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين في المنطقة الشرقية للمدينة.

"إعدام طفل نابلس" سبق "تفجيرات القدس"

اقتحمت قوات إسرائيلية، رافقتها جرافة عسكرية، المنطقة الشرقية من نابلس، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين، مما أدى إلى اندلاع مواجهات مع المواطنين، أُطلق خلالها جنود الاحتلال، الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، صوب المواطنين ومنازلهم في المنطقة، مما أسفر عن قتيل و23 جرحى.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، استشهاد الطفل أحمد أمجد شحادة "16 عامًا"، متأثرًا بإصابته الحرجة برصاص الاحتلال الحي في القلب.

الطفل الفلسطيني الشهيد أحمد أمجد شحادة

وأفاد أحمد جبريل، مدير مركز الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس، بإصابة 10 فلسطينين بالرصاص الحي أحدهم بصورة حرجة في البطن، كما أصيب 22 آخرون بالرصاص المغلف بالمطاط، و3 أشخاص بالشظايا.

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، جريمة الإعدام البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق الطفل الشهيد، خلال اقتحامها الهمجي، الليلة الماضية، لمدينة نابلس، وحملّت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الجرائم والانتهاكات وتداعياتها على ساحة الصراع.

لتأتي التداعيات، اليوم، بإعلان إذاعة الجيش الإسرائيلي، مقتل إسرائيلي متأثرًا بجراح أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة في محطة للحافلات في مدينة القدس، وإصابة العشرات.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بإصابة 22 شخصًا بدرجات متفاوتة في انفجارين متتاليين وقعا قرب موقف لانتظار الحافلات جنوب مدينة القدس.

هجوم إرهابي

قالت الشرطة الإسرائيلية إن الانفجارين اللذين استهدفا محطتين حافلات قرب مداخل القدس، يعدًا "هجومًا إرهابيًا"، وإنها تكثف الجهود للبحث عن المشتبه بهم، وفق بيان نقلته "تايمز أوف إسرائيل".

وأجرى بيتي جانتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية على إثر انفجاري القدس، حسبما ذكرت صحيفة "إسرائيل 24".

من جانبه، دعا بنيامين نتنياهو، المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، في تغريدة عبر موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، إلى ضرورة تعزيز القوات الأمنية العاملة في الميدان، جراء "الهجوم المشترك" في القدس.

الانفجار الأول

وقع الانفجار الأول بالقرب من المدخل الرئيسي للقدس في جفعات شاؤول، الساعة السابعة صباحًا.

قُتل شخص متأثرًا بجراحه في المستشفى، وأصيب 18 شخصًا آخرين بعضهم بجروح خطيرة، جراء الانفجار، ونُقل الضحايا إلى مستشفيين في القدس، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن مسؤولين في الصحة.

الانفجار الثاني

بعد قرابة نصف ساعة من الهجوم الأول، وقع انفجار ثان عند مفرق راموت، مدخل آخر للقدس.

أكدت السلطات الصحية في إسرائيل، أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة من شظايا الانفجار الثاني ونُقلوا على إثرها إلى مركز هداسا ماونت سكوبوس الطبي.

ولحقت أضرار بحافلة في المحطة من جراء الانفجار.

قتيل و22 جرحى

قالت الشرطة الإسرائيلية، إن الانفجارين اللذين استهدفا محطتين لحافلتين قرب مداخل القدس في الجنوب، أسفرا عن مقتل شخص وإصابة 22 آخرين بدرجات متفاوتة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

تطابق العبوات يرجح وجود "تنظيم" وراء الهجوم

واشتبهت الشرطة الإسرائيلية في أن الانفجارات نجمت عن عبوات ناسفة شبه متطابقة تم تفجيرها عن بعد، مخبأة خلف مواقف الحافلات، وعلى إثر ذلك رفعت مستوى التأهب.

قال سيجال بار تسفي، رئيس قسم عمليات الشرطة، لوسائل إعلام إسرائيلية، إنه نظرًا لطبيعة الهجوم، تشتبه الشرطة في وجود خلية منظمة وراء الهجوم وليس شخصًا واحدًا فقط.

وأضاف أنه لم تكن هناك تحذيرات محددة بشأن هجوم الأربعاء، لكن كانت هناك معلومات استخبارية تشير إلى هجمات مخطط لها بشكل عام.

وبحسب بيان الشرطة الإسرائيلية، يواصل خبراء المتفجرات مع العديد من قوات الشرطة في معالجة مكان الحادث، بما في ذلك جمع مواد بينات وأدلة، تزامنًا مع أنشطة مسح وتفتيش لرصد الجناة.

وأكد مسؤولون بالشرطة أن: "العبوات كانت معبأة بالمسامير لزيادة عدد الضحايا".

في السياق، رجح كوبي شبتاي، مفوض الشرطة الإسرائيلية، في أثناء زيارته موقع الحادث، أنه قد يكون هناك مُهاجمان نفذا التفجيرين قرب الحافلات في أسلوب هجوم لم تشهده إسرائيل، منذ سنوات عديدة، بحسب قوله.

إغلاق طرق ومعابر وبحث عن متفجرات أخرى

أعلنت الشرطة الإسرائيلية، رفع مستوى حالة التأهب في مدينة القدس، مشيرة إلى عزمها مد الحالة إلى "جميع المناطق" لاحقًا، اعتمادًا على تقييم الوضع، بحسب بيان لها.

ونشرت القوات الإسرائيلية عناصرها في مختلف أنحاء المدينة لإجراء أعمال المسح، بحثًا عن أجهزة تفجير أخرى محتملة، فيما أصدرت تحذيراتها للجمهور من طرود مشبوهة.

وفي محاولة من أجهزتها الأمنية للعثور على مشتبه بهم على صلة بالانفجارات، أغلقت سلطات الاحتلال الشوارع الإسرائيلية، في مدينة القدس والطرق المؤدية إليها، قبل أن تغلق معبري جلبوع وسالم وحاجز الجلمة العسكري في جنين.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ثلاثة فلسطينيين من أنحاء متفرقة في جنين، على خلفية البحث عن متورطين بالانفجار.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، نقلًا عن مصادر محلية قولها، إن "قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة شبان بينهم أسير محرر، وهم: ياسر محمد عمارنة من يعبد، وياسر غوادرة من بير الباشا، والأسير المحرر يوسف علي نواصرة من فحمة، بعد أن داهمت منازل ذويهم وفتشتها".

فصائل فلسطينية ترحب.. ولا تبني للهجوم

اعتبرت حركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، إن "عملية القدس رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي"، وسياسات قادته التصعيدية ضد الشعب الفلسطيني.

وقال طارق عز الدين، المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة الغربية، إن "العملية المباركة في مدينة القدس المحتلة تأتي في سياق الرد الطبيعي على هذا الاحتلال وعلى إرهابه وممارساته الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني الأعزل".

وأوضح عز الدين، أن "العملية تأتي لتقول لقادة الاحتلال وقادة المستوطنين أن كل سياسات حكومتكم الإجرامية لن تحميكم من ضربات مقاومة شعبنا".

وفيما يبدو أنه تلميح من الحركة بمسؤوليتها عن الانفجارين قال متحدث "الجهاد" عن الضفة إن "كل عمليات التهويد والاقتحامات للمقدسات والاعتداءات على أبناء شعبنا في القدس والخليل وجنين ونابلس لن تمر دون عقاب".

من جانبه، قال محمد حمادة، المتحدث باسم حركة حماس، في بيان إن "هذا الإجراء نقل الرسالة للاحتلال بالقول إن شعبنا سيقف بحزم على أرضه ويتمسك بطريق المقاومة".

وأضاف: "الأيام القادمة ستكون شديدة وأكثر صعوبة على العدو".