الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صمود وتضامن.. زلزال المغرب يلوّح بأمل وسط الكارثة في مدينة"أمزميز"

  • مشاركة :
post-title
آثار زلزال المغرب المدمر - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - محمد البلاسي

منذ ما يزيد قليلًا على أسبوع، ضرب زلزال مدمر المغرب، مُخلفًا وراءه آثارًا من الدمار واليأس، ووسط الأنقاض، ورغم ذلك، هناك روح من الصمود والتضامن التي تتألق بين أفراد الشعب المغربي، بينما تتصارع مدينة "أمزميز"مع واقعها الجديد، بعد أن ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الأعنف الذي ضرب البلاد إلى 2901 وفاة، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية المغربية، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.

الكشف عن العواقب

وبحسب تحقيق أجرته هيئة "بي بي سي"، يبدو تأثير الزلزال واضحًا بشكل كبير في أقدم أحياء مدينة "أمزميز"، وتعرض مسجد عمره قرون، وهو رمز لتاريخ المدينة، للتشويه والتهدم مع فقدان جزء من مئذنته ذات اللون البني الوردي المميز، وظهر على المتاجر القريبة ندوب عمودية، وكشفت آثار الزلزال الأجزاء الداخلية من المباني ورسمت صورة قاتمة.

التضامن بين الشعب والحكومة

شهدت "أمزميز"، وهي بلدة تتصارع بالفعل مع تحدياتها الخاصة، خسائر فادحة، إذ لقى العديد من الأشخاص حتفهم، ولا تزال بعض الجثث غير مُنتشلة، واضطر أولئك الذين حالفهم الحظ بالبقاء على قيد الحياة إلى ترك منازلهم، بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، ووفرت الملاجئ والفنادق التي وفرتها الحكومة ملجأ للبعض، ما يُسلط الضوء على روح التضامن المغربي خلال هذه الأوقات العصيبة.

حكاية مُعلم

نقلت "بي بي سي" تجربة أحد المدرسين في مدرسة ثانوية، تحدث خلالها عن تجربته المروعة في أثناء الزلزال، فقد كان يحتفل بعيد ميلاد ابنته الـ21، ثم تحولت الفرحة إلى رعب عندما اهتزت الأرض تحتهما، كما ترك الزلزال مدرسته في حالة خراب، ما قد يعرض تعليم جيل كامل للخطر، وتابعت "بي بي سي" إن مواجهة فصل الشتاء القاسي في خيام أصبحت الآن مصدر قلق المتضررين الذي يلوح في الأفق، رغم تضافر الجميع شعبًا وحكومة.

الصمود والأمل وسط الخراب

على الرغم من التحديات، فقد احتشد الشعب المغربي معًا، وقدموا الضروريات مثل الماء والغذاء والبطانيات للمتضررين، وقالت "بي بي سي" إن روح المغاربة لا تتزعزع، ولا يردعها الدمار الذي خلفه الزلزال، ووسط مدينة أمزميز تظل الضيافة المغربية منارة أمل.

مشهد متغير

أمزميز، التي كانت ذات يوم مدينة خلابة تقع في الجبال، تغيرت إلى الأبد بسبب الزلزال، وتحمل هذه الوجهة السياحية النابضة بالحياة الآن ندوب المأساة، لكن روحها المرنة لا تزال قائمة، وتقدم بصيصًا من الأمل وسط الأنقاض.

مساعدات عربية ودولية

وكان رامي الناظر، المدير التنفيذي لجمعية الهلال الأحمر المصري، أفاد بأن كميات كبيرة من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية تم إرسالها من مصر إلى المغرب بعد الزلزال، وأشار في تصريحات صحفية إلى أنه تم تجهيز أكثر من 100 طن من المواد الإغاثية لصالح المغرب.

وأوضح أنه في البداية تم التنسيق مع جمعيات الهلال الأحمر في البلدين بمساهمة وزارة التضامن الاجتماعي في مصر، بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية والأجهزة الحكومية الأخرى.

وسمح المغرب لفرق الإنقاذ بتقديم المساعدة له من دول مثل إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات.

وكان الزلزال الأخير هو أقوى زلزال يضرب المغرب على الإطلاق والأكثر دموية يضرب البلاد منذ زلزال عام 1960، الذي دمر مدينة أغادير على ساحل المحيط الاطلنطي، ما أسفر عن مقتل ما بين 12 ألفًا و15 ألف شخص.

وسوم :