عاد نشطاء "الجيل الأخير" في ألمانيا، لإثارة الجدل من جديد بعد أن قاموا برش الطلاء على بوابة براندنبورج احتجاجًا على سياسة المناخ، ما أسفر عن حملة اعتقالات من قِبل الشرطة.
مع تصاعد الاحتجاجات المناخية، كانت وسيلة نشطاء "الجيل الأخير" غير اعتيادية، من خلال مهاجمة اللوحات الفنية، وقطع الطرق السريعة، ومسارات القطارات والمطارات، ما دفع الحكومة الألمانية متمثلة في وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر، إلى وصفهم بأنهم مجرمون وليسوا محتجين، متهمة إياهم بارتكاب أعمال تخريبية، بحسب صحيفة "تاجز شبيجل" الألمانية.
أعمال تخريبية
وهاجم الناشطون أحد معالم برلين، اليوم الأحد، بعد ما قاموا برش بوابة براندنبورج بالطلاء، ووفقًا للشرطة، كان موجودًا 40 خدمة طوارئ في الموقع وتم اعتقال 14 شخصًا.
وبحسب متحدث باسم الشرطة، يجري التحقيق في الأضرار التي لحقت بالممتلكات التي تضر بالجمهور، وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية أن الشرطة قامت بتطويق منطقة كبيرة حول المعلم التاريخي في برلين.
وأعلنت مجموعة الجيل الأخير في بيان لها مسؤوليتها عن هذا العمل.
وتشكل بوابة براندنبورج إلى حد ما المركز السياسي لألمانيا، فهي شاهد في وسط برلين ومسرح للتجاذبات السياسية، كما تعد رمزًا لتاريخ البلاد المقسمة ولوحدتها أيضًا.
شيّدت بوابة براندنبورج عام 1793، ولم تحظ باهتمام كبير في البداية حتى دخل نابليون منتصرًا إلى المدينة عبر البوابة بعد انتصاره على بروسيا عام 1806، وكان نابليون عاد إلى باريس ومعه أحصنة الكوادريغا كغنيمة حرب. لكن بعد أن أعيدت عربة كوادريغا إلى برلين في عام 1814 ازدادت أهمية بوابة براندنبورج لتصبح تدريجيًا رمزًا لألمانيا.
العمل الأحمق
وأعلن عمدة مدينة برلين أن تصرفات المجموعة الاحتجاجية ليست احتجاجات مشروعة، بل هي أضرار غير قانونية للممتلكات وجرائم جنائية.
من جانبها وصفت وزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر، هجوم الجيل الأخير، بالعمل الأحمق والمستهجن الذي يجب أن يعاقب عليه باستمرار بموجب القانون الجنائي.
وقالت :"الجيل الأخير لا يحقق شيئًا على الإطلاق بجرائمه وأعمال الفوضى، وعلى العكس من ذلك مثل هذه الإجراءات تلحق ضررًا كبيرًا بالدعم الاجتماعي الذي تحتاجه حماية المناخ".
مداهمات للشرطة
وفي ديسمبر الماضي من العام الماضي، شددت الشرطة الفيدرالية على نشطاء المناخ، بعد أن تمت مداهمة وتفيش منازلهم، بحسب "فيلت" الألمانية.
وتشتبه الشرطة في كون حركة الجيل الأخير شكلت منظمة إجرامية، ولديها تقسيم واضح للأدوار وهيكل مستمر.
وفتشت عناصر الشرطة، الثلاثاء الماضي، 10 منزلًا تابعًا لمجموعة احتجاج المناخ "الجيل الأخير".