ارتفاع مستوى سطح البحر يُسبب سيلًا من المشكلات بالنسبة لمئات الملايين من الأشخاص، ولا سيما في الدول الجزرية النامية، وغيرها من المناطق الساحلية حول العالم؛ إذ يهدد ارتفاع منسوب مياه البحار الأرواح والوصول إلى المياه والغذاء والرعاية الصحية.
وسجلت المحيطات أعلى درجات حرارة على الإطلاق، في أغسطس الماضي، وجاء متوسط درجة حرارة سطح البحر العالمية اليومية محطمًا الرقم القياسي لعام 2016، وفقًا لكوبرنيكوس، وهي الخدمة المعنية بتغير المناخ في الاتحاد الأوروبي، وكان متوسط درجات الحرارة قد وصل إلى 20.96 درجة مئوية، وهو رقم أعلى بكثير من متوسط الحرارة في هذا الوقت من العام.
وشهد خليج أنطاليا بتركيا، أحدث ارتفاع لدرجات الحرارة في مياه البحار، والتي ازدادت نحو 5 درجات مئوية، الأمر الذي تسبب في تشكيل خطر على النظام البيئي وتعريض صحة الأشخاص للعديد من الأمراض البكتيرية.
المخاطر الصحية تتزايد في أنطاليا
قالت جونول توجرول، أستاذة في كلية الهندسة جامعة أكدنيز التركية، إن درجات حرارة مياه البحر ترتفع في خليج أنطاليا، وهذا الوضع يُشكل مخاطر صحية وبيئية جسيمة، إذ يؤثر سلبًا على تغير المناخ وصحة الإنسان والنظام البيئي البحري. وتظهر الأبحاث أن درجة حرارة مياه البحر في خليج أنطاليا كانت نحو 26-27 درجة في المتوسط في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن في السنوات الأخيرة ارتفعت درجة الحرارة هذه إلى 28 إلى 32 درجة، وتصل إلى 34 درجة في المناطق الساحلية، وترتبط هذه الزيادة ارتباطًا مباشرًا بتغير المناخ العالمي.
الكائنات الحية الدقيقة والأمراض المنقولة عبر المياه
وذكرت "توجرول" أن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تسريع تكوين البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في مياه البحر، ومع ارتفاع درجة الحرارة، تتشكل بيئة طبيعية لتكاثرها في البحار. وبالتالي، يؤدي ذلك إلى زيادة الأمراض البكتيرية المنقولة بالمياه ويخلق بيئة تكاثر مناسبة، خاصة لبكتيريا السالمونيلا والكوليرا. مُضيفة أنه لا تؤثر الزيادة في درجة حرارة مياه البحر على المياه نفسها فحسب، بل تؤثر أيضًا على المناطق الرملية الساحلية، إذ يوجد ما بين 200 إلى 60 ألف بكتيريا في 10 جرامات من الرمل، وهذا رقم مرتفع وخطير للغاية. وأشارت إلى أن هذا الوضع يُشكل مخاطر فطرية وبكتيرية خطيرة بشكل خاص على الأطفال والنساء الذين يلعبون على الشاطئ.
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، صرح بأن لمجلس الأمن دورًا حاسمًا في بناء الإرادة السياسية اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المُدمرة الناشئة عن ارتفاع منسوب مياه البحار. وشدد على ضرورة العمل المُشترك بشأن هذه القضية الحاسمة، ودعم حياة وسُبل عيش ومجتمعات الأشخاص الذين يعيشون في الخطوط الأمامية لهذه الأزمة.