لا تدخر الدولة المصرية، وقيادتها المتمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهدًا في الوقوف جنبًا إلى جنب، مع أشقائها من الدول العربية في الأزمات والشدائد، من خلال جسرها الجوي الذي تعده الحكومات العربية في أوقاتها الصعبة "اليد اليمنى".
وخلال عام، طافت طائرات المساعدات المصرية، الدول العربية التي شهدت بعض الأزمات، كان آخرها ليبيا والمغرب، وقبلهما كانت السودان خلال أزمته الأخيرة، وسوريا جراء زلزال كهرمان مرعش، ولبنان.
دعم لوجيستي لمواجهة الإعصار دانيال
صباح اليوم الثلاثاء وصل وفد عسكري مصري برئاسة الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إلى ليبيا، لتنسيق سبل تقديم جميع أوجه الدعم اللوجيستي والإغاثة الإنسانية العاجلة، بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة، وفقًا لاحتياجاتها لمواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار دانيال مع فتح جسر جوي لنقل الدعم اللوجيستي، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وانطلاقًا من دعم وتضامن جمهورية مصر العربية تجاه الشعب الليبي في جميع المحن والأزمات.
ثقة كبيرة في قدرات القوات المسلحة المصرية
واستقبل المشير خليفة حفتر، رئيس أركان حرب الجيش المصري في مدينة بنغازي، وقدم الفريق أسامة عسكر واجب العزاء باسمه وباسم الشعب المصري وقياداته في ضحايا الفيضانات والسيول، التي حلّت بمدينة درنة وباقي مدن الشرق الليبي.
وأكد "عسكر" استعداد القوات المسلحة المصرية الكامل لإنشاء جسر جوي متواصل لدعم ليبيا وتقديم جميع المساعدات الممكنة، وتسخير الإمكانات لدعم جهود فرق البحث والإنقاذ.
ويبدأ الجسر الجوي المصري الإغاثي بإيفاد 3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية، و25 طاقم إنقاذ مزود بجميع المعدات الفنية اللازمة، إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للشهداء والمصابين.
وقال الرئيس المصري، اليوم، خلال اجتماعه مع عدد من قادة القوات المسلحة، إن الدعم الذي تقدمه مصر للمغرب وليبيا لمواجهة تداعيات الزلزال والفيضانات مهمة واجبة، مضيفًا أنه على ثقة كبيرة في قدرات القوات المسلحة المصرية وإمكاناتها ورد فعلها.
تضامن مصري
أكّد السيسي أن الشعب المصري متضامن مع الجانبين الليبي والمغربي تجاه ما حدث، موضحًا أن المساندة المصرية هي عبارة عن جهد متواضع تعبر عنه بشكل رمزي عن المشاركة في الآلام والأحزان.
كما أعلن الرئيس المصري، اليوم الثلاثاء، الحداد لمدة ثلاثة أيام تعبيرًا عن المواساة والتعازي للبلدين، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المملكة المغربية، والفيضانات العارمة التي نتجت عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على شرق ليبيا، ما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.
ووجّه الرئيس المصري، القوات المسلحة خلال اجتماع مع وزير الدفاع ورئيس أركان حرب الجيش المصري، بتقديم كل أشكال الدعم الإنساني من أطقم إغاثة ومعدات إنقاذ ومعسكرات إيواء للمتضررين بالتعاون والتنسيق مع الأجهزة والمؤسسات الليبية والمغربية.
5 طائرات مساعدات طبية عاجلة لسوريا
وفي فبراير الماضي، وبتوجيهات من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أرسلت مصر 5 طائرات مساعدات طبية عاجلة لسوريا وتركيا جراء الزلزال الذي ضرب البلدين وخلّف ضحايا بالآلاف وأضرار قُدرت بالمليارات.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقتها، أجرى اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس السوري بشار الأسد، وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي أعرب خلال الاتصال الهاتفي عن خالص التعازي في ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع 6 فبراير، مقدما تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
وأكد الرئيس تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق في هذا المُصاب الأليم، مشيرًا إلى توجيهاته بتقديم كل أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا.
من جانبه؛ أعرب الرئيس السوري عن امتنانه لهذه اللفتة الكريمة من الرئيس السيسي، مؤكدًا اعتزاز سوريا بالعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس تقدم بالتعازي والمواساة لتركيا في ضحايا الزلزال المروع الذي أسفر عن آلاف الضحايا والجرحى، مؤكدًا تضامن مصر مع الشعب التركي الشقيق، وتقديم المساعدة والإغاثة الإنسانية لتجاوز آثار الكارثة.
الدعم المصري للسودان
ومن سوريا إلى السودان، أقلعت طائرتا نقل عسكريتين من قاعدة شرق القاهرة الجوية إلى مطار بورتسودان، في يوليو الماضي، محملتين بأطنان من الشحنات الطبية المقدمة كإهداء من وزارة الصحة والسكان المصرية للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين.
وفى سياق متصل تم سفر عدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية والمقرر عودتهم لاستئناف مهام عملهم بالقنصلية المصرية ببورتسودان.
يأتي ذلك تأكيدًا على متانة الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والسوداني، وانطلاقًا من دور مصر الرائد تجاه دول القارة الإفريقية في مختلف الظروف وتقديم الدعم والتضامن الكامل للسودان الشقيق.
مساعدات مصرية لمواجهة الكوليرا في لبنان
وخلال نوفمبر من العام الماضي، لم تكتف مصر كعادتها بموقف المتفرج، خلال أزمة لبنان بعد تفشي وباء الكوليرا، وعلى الفور أقلعت طائرة نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية، محملة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية المقدمة من وزارة الصحة والسكان إلى الشعب اللبناني الشقيق، لمساعدتهم في السيطرة على تفشي الوباء.
وأعرب المسؤولون اللبنانيون، عن تقديرهم للجهود المصرية المتواصلة، والمساندة المستمرة التي تقدمها الحكومة المصرية لدولة لبنان، لمساعدتها في السيطرة على هذا الوباء، قبل أن ينتقل إلى مرحلة ترتفع فيها الكوليرا بأعداد عالية في كل المناطق اللبنانية، وحتى لا ينتقل الوباء لمرحلة الاستيطان .
ويعد الدعم المصري المقدم للجانب اللبناني، تأكيدًا على متانة الروابط التاريخية التي تجمع بين مصر ولبنان.