لا تزال القضايا المُستمرة التي يواجهها هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي قائمة، ما يمثل تحديًا لإدارة بايدن الأب، وفي حين أن اتهامات الجمهوريين بالرشوة لا تزال غير مثبتة، إلا أن هناك تفاصيل غير واضحة تحيط بأنشطته وتداعياتها المحتملة، وذلك بحسب مجلة "إيكونومست" البريطانية.
أسماء مستعارة للبريد الإلكتروني
ويدور الجدل حول اكتشاف أسماء مستعارة للبريد الإلكتروني استخدمها الرئيس جو بايدن، ومن بينها جي.آر.بي. وير، وروبن وير، وروبرت إل بيترز، خلال فترة عمله كنائب للرئيس، وتم الكشف عن هذه الأسماء المستعارة، عندما قامت صحيفة نيويورك بوست بالتحقيق في محتويات القرص الصلب للكمبيوتر المحمول القديم الخاص بهنتر بايدن في عام 2019، وقد حصل الحزب الجمهوري على عناوين البريد الإلكتروني هذه كجزء من جهوده لربط جو بايدن بالمعاملات التجارية المشكوك فيها لابنه.
طلبات مُتعددة
في أغسطس الماضي، رفعت المؤسسة القانونية الجنوبية الشرقية (SLF)، وهي مؤسسة خيرية قانونية تابعة للحزب الجمهوري ومقرها في جورجيا، دعوى قضائية ضد إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية؛ لإجبارها على الإفراج عن 5138 رسالة بريد إلكتروني مُرتبطة بهذه الأسماء المستعارة، كما طلب عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان، تشاك جراسلي ورون جونسون، معلومات حول رسائل البريد الإلكتروني ردًا على طلب سابق لحرية المعلومات قدمته المؤسسة القانونية الجنوبية الشرقية، كما قدم جيمس كومر، الرئيس الجمهوري للجنة الرقابة بمجلس النواب، الذي يحقق في أنشطة هانتر بايدن منذ يناير، طلبًا مماثلًا للإفراج عن البريد الإلكتروني.
محاولة لربط الرئيس الأمريكي باتهامات نجله
وتعتمد حجة الجمهوريين على الاعتقاد بأن رسائل البريد الإلكتروني هذه ستثبت أن جو بايدن كان لديه معرفة تفصيلية بتصرفات ابنه أثناء خدمته في مجلس إدارة شركة بوريسما، وهي شركة نفط وغاز أوكرانية، من عام 2014 إلى عام 2019. ويؤكدون أن رسالة بريد إلكتروني واحدة تم العثور على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن تشير إلى تورط جو بايدن في صفقة مشكوك فيها، بالإضافة إلى ذلك، يشيرون إلى أن جو بايدن حاول مساعدة ابنه من خلال الدعوة إلى إقالة فيكتور شوكين، المدعي العام السابق لأوكرانيا الذي يُزعم أنه كان يحقق في الفساد في شركة بوريسما.
لا توجد أدلة واضحة
وبحسب المجلة البريطانية، حتى الآن، فإن الأدلة التي قدمها "كومر" لا تدعم هذه الادعاءات، إذ تحتوي رسالة البريد الإلكتروني المعنية، والتي تم إرسالها إلى هانتر من حساب "روبرت إل بيترز"، على تفاصيل مكالمة بين جو بايدن والرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، إلى جانب معلومات حول جدول جو بايدن وحفل تأبين عائلي لابنه الآخر الراحل، وتم إرسال هذه الرسالة الإلكترونية بعد شهرين من عزل شوكين من منصبه، مما أضعف الحجة المؤيدة للمؤامرة، وعلاوة على ذلك، تناقض ديفون آرتشر، أحد شركاء هانتر التجاريين، في إفادته، مع ادعاءات كومر، مشيرًا إلى أن إقالة شوكين لم تكن في صالح شركة بوريسما.
التحقيق
وقالت "إيكونومست" إنه بشكل عام، فشل تحقيق "كومر" في تقديم دليل ملموس على "ارتكاب عائلة بايدن لجرائم"، وبينما كشفت عن حالات أشار فيها هانتر بايدن إلى قدرته على التأثير على والده، لم يظهر أي دليل قاطع على ارتكاب أي مخالفات فعلية، وتشير رسالة بريد إلكتروني من هانتر إلى "آرتشر" بخصوص زيارة جو بايدن إلى أوكرانيا إلى أن هانتر لم تكن لديه سيطرة تذكر على تصرفات والده.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة جوهرية، فإن التحقيق في أنشطة هانتر بايدن لا يظهر أي علامات على أنه سينتهي قريبًا، وبينما يؤكد الديمقراطيون أن جو بايدن لم يرتكب أي مخالفات، وأن قادة الحكومة استخدموا أسماء مستعارة للحماية من البريد العشوائي والقرصنة، مستشهدين بانتشار هذه الممارسة بين المسؤولين من كلا الحزبين. ومع ذلك، فإن استخدام حسابات "جيميل" الخاصة وتبادل البريد الإلكتروني فيما يتعلق بتوصيات الوظائف يُثير تساؤلات حول المناقشات المحتملة بين الأب والابن.
مشاكل قانونية مُتزايدة
علاوة على ذلك، يواجه هانتر بايدن مشاكل قانونية متزايدة، ويتوقع المدعون الذين يحققون معه توجيه لائحة اتهام بحلول نهاية الشهر، على الأرجح بتهم تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم معلومات كاذبة عند شراء سلاح ناري، كما انهارت صفقة الإقرار بالذنب السابقة في يوليو، ولا تزال الاتهامات الأكثر خطورة، مثل ممارسة الضغط غير المسجل لصالح حكومة أجنبية، ممكنة.
وفي حين أن هذه القضايا القانونية لا تورط الرئيس جو بايدن بشكل مباشر، إلا أنها قد تشوه سمعة إدارته، وكشف استطلاع أجرته شبكة "سي إن إن" أن ثلاثة أخماس الأمريكيين يعتقدون أن جو بايدن متورط في المعاملات التجارية لابنه، وقد يؤدي الجدل المُستمر إلى خلق تصور بعدم اللياقة، حتى لو لم يظهر دليل ملموس على ارتكاب المخالفات.