من النعيم إلى الجحيم.. بعد أن عاش المدرب هانز فليك فترة سعيدة مع بايرن ميونخ بقيادة الفريق لتحقيق السادسة التاريخية عام 2021، تحولت حياته إلى كابوس خلال توليه تدريب المنتخب الألماني.
أعلن الاتحاد الألماني لكرة القدم، أمس الأحد، إقالة هانز فليك من تدريب المنتخب الأول لكرة القدم، بسبب تدهور النتائج في الفترة الأخيرة، وعين فولر وولف وساندرو فاجنر لقيادة الماكينات أمام فرنسا في المباراة الدولية التي ستُقام يوم الثلاثاء المقبل في دورتموند، لحين تعيين مدرب دائم.
النجاح الساحق لفليك مع العملاق البافاري جعل الاتحاد الألماني يلجأ إليه لإعادة أمجاد المانشافت بعد رحيل المدرب الأسطوري يواكيم لوف.
بداية هانز فليك مع منتخب ألمانيا كانت مثالية، إذ حقق الفوز في أول 8 انتصارات له مع الماكينات وتأهل إلى كأس العالم 2022 متصدرًا عن مجموعته برصيد 27 نقطة.
رغم البداية المثالية في تصفيات مونديال 2022، إلا أن منتخب ألمانيا ظهر بشكل مخيب في بطولة دوري الأمم الأوروبية 2022، إذ حقق انتصارًا واحدًا من أصل 6 مباريات، ليفشل في المنافسة على اللقب.
وفي كأس العالم 2022، استهل منتخب ألمانيا مشواره في البطولة بخسارة أمام اليابان بهدفين مقابل هدف، ثم تعادل أمام إسبانيا بهدف لمثله في الجولة الثانية، وفاز على كوستاريكا 4-2، ليودع البطولة بعد احتلاله المركز الثالث.
وانشغل منتخب ألمانيا ببعض الأمور خارج كرة القدم خلال كأس العالم 2022، والتي كانت سببًا في تشتيت تركيز اللاعبين.
وعقب انتهاء رحلة الماكينات الألمانية في كأس العالم 2022، أعلن الاتحاد الألماني تجديد ثقته في المدرب هانز فليك، ولكن مع تدهور النتائج في الفترة الأخيرة والخسارة الفادحة أمام اليابان بأربعة أهداف مقابل هدف في المباراة الودية أمس السبت، جعلت الاتحاد الألماني يتخذ قرار إقالته الأحد.
الهزيمة أمام اليابان هي أثقل هزيمة لألمانيا على أرضها منذ الخسارة 5-1 أمام إنجلترا في أول سبتمبر في تصفيات كأس العالم 2002.
وصرح فليك عقب الخسارة أمام اليابان بأنه الرجل الأنسب لتدريب منتخب ألمانيا في الوقت الحالي رغم النتائج الأخيرة.
لوثر ماتيوس، لاعب منتخب ألمانيا السابق، قال في تصريحات لإذاعة "RTL" الألمانية خلال الساعات الماضية: "هانز فليك لم يعد مدعومًا من الاتحاد الألماني بشكل كبير، كما يحاول اللاعبون إظهار دعمهم للمدرب، لكن لم أعد أصدقهم وأعتقد أن العلاقة في الكواليس مختلفة عن العلن".
كما قال الألماني وينفريد شايفر، المدير الأسبق لمنتخب الكاميرون في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": "لو كنت مسؤولًا لمنحت فليك فرصة قيادة ألمانيا في مباراة فرنسا المقبلة".
وتابع: "مشكلة المنتخب الألماني الأساسية تكمن في سيطرة اللاعبين الأجانب على المراكز الأساسية في الأندية الكبرى مثل بايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند ومونشنجلادباخ، الآن أصبح دفاع بايرن ميونخ مملوءًا باللاعبين الأجانب".
وأشار: "تدريب بايرن ميونخ كان سهلًا بالنسبة لفليك مقارنة بالمنتخب الوطني، في بايرن يمكنه شراء اللاعبين الذين يحتاج إليهم، عكس المنتخب تكون الاختيارات أصعب".
واختتم" السيطرة الأجنبية على المراكز في الأندية الكبرى، منعت ظهور المواهب جديدة، لذلك من الصعب اختيار مدرب جديد لقيادة المنتخب الألماني، لأن الأزمة لا تتمثل في المدرب فقط، كما أن مواصفات مدرب المنتخب تختلف عن مدرب النادي".